فصل: (تابع: حرفي الواو والياء)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرفي الواو والياء‏]‏

لكي‏:‏ لَكِيَ به لَكًى، مقصور، فهو لَكٍ به إذا لزمه وأُولِعَ به‏.‏

ولَكِيَ بالمكان‏:‏ أَقام؛ قال رؤية‏:‏

أَوْهى أَدِيماً حَلِماً لم يُدْبَغِ *** والمِلْغُ يَلْكى بالكلام الأمْلَغِ

ولَكِيتُ بفلان‏:‏ لازَمْته‏.‏

لما‏:‏ لمَا لَمْواً‏:‏ أَخذ الشيءَ بأَجمعه‏.‏ وأَلْمى على الشيء‏:‏ ذهَب به ؛ قال‏:‏

سامَرَني أَصْواتُ صَنْجٍ مُلْمِيَهْ، وصَوْتُ صَحْنَيْ قَيْنةٍ مُغَنِّيَهْ

واللُّمةُ‏:‏ الجَماعة من الناس‏.‏ وروي عن فاطمة البَتُول، عليها السلام

والرَّحْمةُ، أَنها خرجت في لُمةٍ من نسائها تَتَوَطأُ ذيْلَها حتى

دخلت على أَبي بكر الصديق، رضي الله عنه، فعاتَبَتْه، أَي في جماعة من نسائها؛ وقيل اللُّمةُ من الرجال ما بين الثلاثة إلى العشرة‏.‏ الجوهري‏:‏

واللُّمة الأَصْحاب بين الثلاثة إلى العشرة‏.‏ واللُّمة‏:‏ الأُسْوة‏.‏ ويقال‏:‏

لك فيه لُمةٌ أَي أُسْوة‏.‏ واللُّمةُ‏:‏ المثل يكون في الرجال والنساء، يقال‏:‏ تزوّج فلان لُمَتَه من النساء أَي مثله‏.‏ ولُمةُ الرجلِ‏:‏ تِرْبه وشَكْلُه، يقال‏:‏ هو لُمَتي أَي مِثلِي‏.‏ قال قيس بن عاصم‏:‏ ما هَمَمْت بأَمة

ولا نادَمت إلا لُمة‏.‏ وروي أَن رجلاً تزوج جارية شابَّة زمن عمر، رضي الله عنه، فَفَرِكَتْه فقَتَلَتْه، فلما بلغ ذلك عمر قال‏:‏ يا أَيها الناس

ليَتَزَوَّجْ كلُّ رجلٍ منكم لُمَتَه من النساء، ولْتَنْكِحِ المرأَةُ

لُمّتَها من الرجال أَي شكلَه وتِرْبَه؛ أَراد ليتزوج كل رجل امرأَة على

قَدْرِ سنه ولا يتزوَّجْ حَدَثةً يشقُّ عليها تزوّجه؛ وأَنشد ابن الأعرابي‏:‏ قَضاءُ اللهِ يَغْلِبُ كلَّ حيٍّ، ويَنْزِلُ بالجَزُوعِ وبالصَّبُورِ

فإنْ نَغْبُرْ، فإنَّ لَنا لُماتٍ، وإنْ نَغْبُرْ، فنحنُ على نُذورِ

يقول‏:‏ إنْ نَغْبُر أَي نَمْض ونَمُتْ، ولنا لُماتٍ أَي أَشْباهاً

وأَمثالاً، وإن نَغْبرُ أَي نَبْق فنحن على نُذور، نُذورٌ جمع نَذْر، أَي

كأَنا قد نَذَرْنا أَن نموت لا بدَّ لنا من ذلك؛ وأَنشد ابن بري‏:‏

فَدَعْ ذِكْرَ اللُّماتِ فقد تَفانَوْا، ونَفْسَكَ فابْكِها قبلَ المَماتِ

وخص أَبو عبيد باللُّمة المرأَة فقال‏:‏ تزوج فلان لُمَته من النساءِ أَي

مثله‏.‏ واللُّمةُ‏:‏ الشَّكْلُ‏.‏ وحكى ثعلب‏:‏ لا تُسافِرَنَّ حتى تُصيب

لُمةً أَي شَكلاً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لا تُسافروا حتى تُصيبوا لُمةً أَي رُفْقةً‏.‏

واللُّمَةُ‏:‏ المِثل في السنِّ والتَّرْب‏.‏ قال الجوهري‏:‏ الهاء عوض من الهمزة الذاهبة من وسطه، وقال‏:‏ وهو مما أُخذت عينُه كسَهٍ ومُذْ، وأَصلها فُعْلةٌ من المُلاءمة وهي الموافقة‏.‏ وفي حديث علي، رضي الله عنه‏:‏

أَلا وإنَّ مُعاويةَ قادَ لُمةً من الغُواةِ أَي جماعة‏.‏ واللُّماتُ‏:‏

المُتَوافِقُون من الرجال‏.‏ يقال‏:‏ أَنتَ لي لُمةٌ وأَنا لَكَ لُمةٌ، وقال في موضع آخر‏:‏ اللُّمَى الأَتْراب‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ جعل الناقص من اللُّمة واواً

أَو ياء فجمعها على اللُّمى، قال‏:‏ واللُّمْيُ، على فُعْلٍ جماعة لَمْياء، مثل العُمْي جمع عَمْياء‏:‏ الشِّفاهُ السود‏.‏

واللَّمَى، مقصور‏:‏ سُمْرة الشفَتين واللِّثاتِ يُسْتحسن، وقيل‏:‏ شَرْبة

سَوادٍ، وقد لَمِيَ لَمًى‏.‏ وحكى سيبويه‏:‏ يَلْمِي لُمِيّاً إِذا اسودَّت

شفته‏.‏ واللُّمَى، بالضم‏:‏ لغة في اللَّمَى؛ عن الهجري، وزعم أَنها لغة أَهل

الحجاز، ورجل أَلْمَى وامرأَة لَمْياء وشَفَةٌ لَمْياء بَيِّنَةُ

اللَّمَى، وقيل‏:‏ اللَّمْياء من الشِّفاهِ اللطِيفةُ القليلةُ الدم، وكذلك

اللِّثةُ اللَّمْياء القليلة اللحم‏.‏ قال أَبو نصر‏:‏ سأَلت الأَصمعي عن اللَّمى

مرة فقال هي سُمرة في الشفة، ثم سأَلته ثانية فقال هو سَواد يكون في الشفتين؛ وأَنشد‏:‏

يَضْحَكْنَ عن مَثْلُوجةِ الأَثْلاجْ، فيها لَمًى مِن لُعْسةِ الأَدْعاجْ

قال أَبو الجراح‏:‏ إن فلانة لَتُلَمِّي شفتيها‏.‏ وقال بعضهم‏:‏ الأَلَمى

البارد الرِّيق، وجعل ابن الأَعرابي اللَّمَى سواداً‏.‏ والتُمِيَ لونُه‏:‏ مثل

التُمِعَ، قال‏:‏ وربما هُمِز‏.‏ وظِلٌّ أَلْمَى‏:‏ كثيفٌ أَسودُ؛ قال طَرفة‏:‏

وتَبْسِمُ عن أَلْمَى، كأَنَّ مُنَوِّراً

تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٌ له نَدِي

أَراد تَبْسِم عن ثَغْرٍ أَلمَى اللِّثات، فاكتفى بالنعت عن المنعوت‏.‏

وشجرة لَمْياء الظل‏:‏ سوداء كثيفة الورق؛ قال حميد بن ثور‏:‏

إِلى شَجَرٍ أَلمَى الظِّلالِ، كأَنه

رَواهبُ أَحْرَ مْنَ الشرابَ، عُذُوبُ

قال أَبو حنيفة‏:‏ اختار الرواهب في التشبيه لسواد ثيابهن‏.‏ قال ابن بري‏:‏

صوابه كأَنها رَواهِبُ لأَنه يصف رِكاباً؛ وقبله‏.‏

ظَلَلْنا إِلى كَهْفٍ، وظَلَّتْ رِكابُنا

إِلى مُسْتَكِفّاتٍ لهُنَّ غُرُوبُ

وقوله‏:‏ أَحْرَمْن الشَّرابَ جَعلْنه حَراماً، وعُذُوب‏:‏ جمع عاذِب وهو الرافع رأْسه إِلى السماء‏.‏ وشجر أَلمَى الظِّلال‏:‏ من الخُضرة‏.‏ وفي الحديث‏:‏

ظِلٌّ أَلْمَى؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هو الشديد الخُضرة المائل إِلى السواد

تشبيهاً باللَّمى الذي يُعمل في الشفة واللِّثة من خُضرة أَو زُرْقة أَو

سواد؛ قال محمد بن المكرَّم‏:‏ قوله تشبيهاً باللمى الذي يُعمل في الشفة

واللِّثة يدل على أَنه عنده مصنوع وإِنما هو خلقة اهـ‏.‏ وظِلٌّ أَلمَى‏:‏ بارد‏.‏

ورُمْح أَلمَى‏:‏ شديد سُمْرة اللِّيط صُلْب، ولمَاهُ شِدَّةُ لِيطِه

وصَلابَته‏.‏ وفي نوادر الأَعراب‏:‏ اللُّمةُ في المِحْراث ما يَجرُّ به الثور

يُثير به الأَرض، وهي اللُّومةُ والنَّوْرَجُ‏.‏

وما يَلْمُو فم فلان بكلمة؛ معناه أَنه لا يستعظم شيئاً تكلم به من قبيح، وما يَلْمَأْ فمُهُ بكلمة‏:‏ مذكور في لمأَ بالهمز‏.‏

لنا‏:‏ ابن بري‏:‏ اللُّنةُ جُمادى الآخرة؛ قال‏:‏

من لُنةٍ حتى تُوافيها لُنَهْ

لها‏:‏ اللَّهْو‏:‏ ما لَهَوْت به ولَعِبْتَ به وشغَلَك من هوى وطَربٍ

ونحوهما‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ليس شيء من اللَّهْوِ إَلاَّ في ثلاث أَي ليس منه مباح

إِلاَّ هذه، لأَنَّ كلَّ واحدة منها إِذا تأَملتها وجدتها مُعِينة على حَق

أَو ذَرِيعة إِليه‏.‏ واللَّهْوُ‏:‏ اللَّعِب‏.‏ يقال‏:‏ لهَوْتُ بالشيء أَلهو به لَهْواً وتَلَهَّيْتُ به إِذا لَعِبتَ به وتَشاغَلْت وغَفَلْتَ به عن

غيره‏.‏ ولَهِيتُ عن الشيء، بالكسر، أَلْهَى، بالفتح، لُهِيّاً ولِهْياناً

إِذا سَلَوْتَ عنه وتَرَكْتَ ذكره وإِذا غفلت عنه واشتغلت‏.‏ وقوله تعالى‏:‏

وإِذا رأَوْا تجارةً أَو لَهْواً؛ قيل‏:‏ اللَّهْوُ الطِّبْل، وقيل‏:‏ اللهو كلُّ ما تُلُهِّيَ به، لَها يَلْهُو لَهْواً والْتَهى وأَلهاه ذلك؛ قال ساعدة بن جؤيَّة‏:‏

فَأَلْهَاهُمُ باثْنَيْنِ منْهمْ كِلاهُما

به قارتٌ، من النَّجِيعِ، دَمِيمُ

والمَلاهِي‏:‏ آلاتُ اللَّهْو، وقد تَلاهَى بذلك‏.‏ والأُلْهُوَّةُ

والأُلْهِيَّةُ والتَّلْهِية‏:‏ ما تَلاهَى به‏.‏ ويقال‏:‏ بينهم أُلْهِيَّةٌ كما يقال أُحْجِيَّةٌ، وتقديرها أُفْعُولةٌ‏.‏ والتَّلْهِيَةُ‏:‏ حديث يُتَلَهَّى به؛ قال الشاعر‏:‏

بِتَلهِيةٍ أَرِيشُ بها سِهامي، تَبُذُّ المُرْشِياتِ من القَطِينِ

ولهَتِ المرأَةُ إِلى حديث المرأَة تَلْهُو لُهُوًّا ولَهْواً‏:‏ أَنِسَت

به وأَعْجَبها؛ قال ‏:‏

كَبِرتُ، وأَن لا يُحْسِنَ اللَّهْوَ أَمثالي

وقد يكنى باللَّهْوِ عن الجماع‏.‏ وفي سَجْع للعرب‏:‏ إِذا طلَع الدَّلْوُ

أَنْسَلَ العِفْوُ وطلَب اللَّهْوَ الخِلْوُ أَي طلَب الخِلْوُ التزويجَ‏.‏

واللَّهْوُ‏:‏ النكاح، ويقال المرأَة‏.‏ ابن عرفة في قوله تعالى‏:‏ لاهيةً

قُلوبُهم؛ أَي مُتشاغِلةً عما يُدْعَوْن إِليه، وهذا من لَها عن الشيء إِذا

تَشاغل بغيره يَلْهَى؛ ومنه قوله تعالى‏:‏ فأَنْتَ عنه تلَهَّى أَي تتشاغل‏.‏

والنبي صلى الله عليه وسلملا يَلْهوُ لأَنه صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

ما أَنا من دَدٍ ولا الدَّدُ مِنِّي‏.‏ والتَهَى بامرأَة، فهي لَهْوَته‏.‏

واللَّهْوُ واللَّهْوةُ‏:‏ المرأَة المَلْهُوّ بها وفي التنزيل العزيز‏:‏ لو

أَرَدْنا أَن نَتَّخِذ لَهْواً لاتَّخَذْناه من لَدُنَّا؛ أَي امرأَةً، ويقال‏:‏ ولداً، تعالى الله عز وجل؛ وقال العجاج‏:‏

ولَهْوةُ اللاَّهِي ولو تَنَطَّسا

أَي ولو تعمَّقَ في طلَب الحُسْن وبالغ في ذلك‏.‏ وقال أَهل التفسير‏:‏ اللهوُ في لغة أَهل حضرموت الولد، وقيل‏:‏ اللَّهْوُ المرأَة، قال‏:‏ وتأُويله

في اللغة أَن الولد لَهْوُ الدنيا أَي لو أَردنا أَن نتخذ ولداً ذا

لَهْوٍ نَلهَى به، ومعنى لاتخذناه من لدنَّا أَي لاصْطفَيْناه مما نخلُق‏.‏

ولَهِيَ به‏:‏ أَحبَّه، وهو من ذلك الأَول لأَن حبك الشيء ضَرْب من اللهو به‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ومن الناس من يشتري لَهْوَ الحديث ليُضِلَّ عن سبيل الله؛ جاء في التفسير‏:‏ أَن لَهوَ الحديث هنا الغِناء لأَنه يُلْهى به عن ذكر الله عز وجل، وكلُّ لَعِب لَهْوٌ؛ وقال قتادة في هذه الآية‏:‏ أَما والله لعله

أَن لا يكون أَنفق مالاً، وبحَسْب المَرء من الضلالة أَن يختار حديث

الباطل على حديث الحق؛ وقد روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنه حَرَّم

بيعَ المُغنِّية وشِراءها، وقيل‏:‏ إِن لَهْوَ الحديث هنا الشِّرْكُ، والله أَعلم‏.‏ ولَهِيَ عنه ومنه ولَها لُهِيّاً ولِهْياناً وتَلَهَّى عن الشيء، كلُّه‏:‏ غَفَل عنه ونَسِيَهُ وترك ذكره وأَضرب عنه‏.‏ وأَلهاهُ أَي شَغَلَه‏.‏

ولَهِيَ عنه وبه‏:‏ كَرِهَه، وهو من ذلك لأَن نسيانك له وغَفْلَتك عنه ضرب

من الكُرْه‏.‏ ولَهَّاه به تَلْهِيةً أَي عَلَّله‏.‏ وتَلاهَوْا أَي لَها

بضعُهم ببعض‏.‏ الأَزهري‏:‏ وروي عن عُمر، رضي الله عنه، أَنه أَخذ أَربعمائة

دينار فجعلها في صُرة ثم قال للغلام‏:‏ اذهب بها إِلى أَبي عبيدة ابن الجرّاح، ثم تَلَهَّ ساعة في البيت، ثم انْظُرْ ماذا يَصْنَعُ، قال‏:‏ ففرَّقها؛ تَلَهَّ ساعة أَي تَشاغَلْ وتَعَلَّلْ والتَّلَهِّي بالشيء‏:‏ التَّعَلُّلُ

به والتَّمكُّثُ‏.‏ يقال‏:‏ تَلَهَّيْت بكذا أَي تَعَلَّلْتُ به وأَقَمْتُ

عليه ولم أُفارقُه؛ وفي قصيد كعب‏:‏

وقال كلُّ صَديق كنت آمُلُهُ‏:‏

ولا أُلْهِيَنّكَ، إِني عنكَ مَشْغُول

أَي لا أَشغَلُك عن أَمرك فإِني مَشْغُول عنك، وقيل‏:‏ معناه لا أَنفعك

ولا أُعَلِّلُك فاعمل لنفسك‏.‏ وتقول‏:‏ الْهَ عن الشيء أَي اتركه‏.‏ وفي الحديث

في البَلَل بعد الوُضوء‏:‏ الْهَ عنه، وفي خبر ابن الزبير‏:‏ أَنه كان إِذا

سمع صوت الرعد لَهِيَ عن حديثه أَي تَركه وأَعْرَضَ عنه‏.‏ وكلُّ شيء

تَركْتَه فقد لَهِيتَ عنه؛ وأَنشد الكسائي‏:‏

إِلْهَ عنها فقد أَصابَك مِنْها

والْهَ عنه ومنه بمعنى واحد‏.‏ الأَصمعي‏:‏ لَهِيتُ من فلان وعنه فأَنا

أَلْهَى‏.‏ الكسائي‏:‏ لَهِيتُ عنه لا غير، قال‏:‏ وكلام العرب لَهَوْتُ عنه

ولَهَوْتُ منه، وهو أَن تدعه وتَرْفُضَه‏.‏ وفُلانٌ لَهُوٌّ عن الخير، على

فَعُولٍ‏.‏ الأَزهري‏:‏ اللَّهْو الصُّدُوفُ‏.‏ يقال‏:‏ لَهَوْتُ عن الشيء أَلهو لَهاً، قال‏:‏ وقول العامة تَلَهَّيْتُ، وتقول‏:‏ أَلهاني فلان عن كذا أَي شَغَلني

وأَنساني؛ قال الأَزهري‏:‏ وكلام العرب جاء بخلاف ما قال الليث، يقولون

لَهَوْتُ بالمرأَة وبالشيء أَلْهُو لَهْواً لا غير، قال‏:‏ ولا يجوز لَهاً‏.‏

ويقولون‏:‏ لَهِيتُ عن الشيء أَلْهى لُهِيّاً‏.‏ ابن بزرج‏:‏ لهَوْتُ

ولَهِيتُ

بالشيء أَلْهو لَهْواً إِذا لعبت به؛ وأَنشد‏:‏

خَلَعْتُ عِذارَها ولَهِيتُ عنها

كما خُلِعَ العِذارُ عن الجَوادِ

وفي الحديث‏:‏ إِذا اسْتأْثَر اللهُ بشيء فالْهَ عنه أَي اتْرُكْه

وأَعْرِضْ عنه ولا تَتعرَّضْ له‏.‏ وفي حديث سهل بن سعد‏:‏ فَلَهِيَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بشيءٍ كان بين يديه أَي اشتغل‏.‏ ثعلب عن ابن الأَعرابي‏:‏

لَهِيتُ به وعنه كَرهته، ولهوت به أَحببته؛ وأَنشد‏:‏

صَرَمَتْ حِبالَكَ، فالْهَ عنها، زَيْنَبُ، ولقَدْ أَطَلْتَ عِتابَها، لو تُعْتِبُ

لو تُعْتِبُ‏:‏ لو تُرْضِيك؛ وقال العجاج‏:‏

دارَ لُهَيَّا قَلْبِكَ المُتَيَّمِ

يعني لَهْو قلبه، وتَلَهَّيْتُ به مثله‏.‏ ولُهَيَّا‏:‏ تصغير لَهْوى، فَعْلى من اللهو‏:‏

أَزَمان لَيْلى عامَ لَيْلى وحَمِي

أَي هَمِّي وسَدَمي وشَهْوَتي؛ وقال‏:‏

صَدَقَتْ لُهَيَّا قَلْبيَ المُسْتَهْتَرِ

قال العجاج‏:‏

دارٌ لِلَهْوٍ للمُلَهِّي مِكْسالْ

جعل الجارية لَهْواً للمُلَهِّي لرجل يُعَلِّلُ بها أى لمن يُلَهي بها‏.‏ لأَزهري بإِسناده عن أَنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

سأَلت ربي أَن لا يُعَذِّبَ اللاهينَ من ذُرِّيَّة البشر فأَعْطانِيهم؛ قيل في تفسير اللاهينَ‏:‏ إِنهم الأَطفال الذين لم يَقْتَرفُوا ذنباً، وقيل‏:‏

هم البُلْه الغافِلُون، وقيل‏:‏ اللاهُون الذين لم يَتَعَمَّدوا الذنب

إِنما أتوه غَفْلة ونِسياناً وخَطأً، وهم الذين يَدْعُون الله فيقولون‏:‏

رَبَّنا لا تؤاخِذْنا إِن نَسِينا أَو أَخْطَأْنا، كما علمهم الله عز وجل‏.‏

وتَلَهَّتِ الإِبل بالمَرْعى إِذا تَعَلَّلَتْ به؛ وأَنشد‏:‏

لَنا هَضَباتٌ قد ثَنيْنَ أَكارِعاً

تَلَهَّى ببَعْضِ النَّجْمِ، واللَّيْلُ أَبْلَقُ

يريد‏:‏ ترْعى في القمر، والنَّجْمُ‏:‏ نبت، وأَراد بهَضَباتٍ ههنا إِبلاً؛ وأَنشد شمر لبعض بني كلاب‏:‏

وساجِيةٍ حَوْراءَ يَلْهُو إِزارُها

إِلى كَفَلٍ رابٍ، وخَصْرٍمُخَصَّرِ

قال‏:‏ يَلْهُو إِزارُها إِلى الكَفَلِ فلا يُفارِقُه، قال‏:‏ والإِنسانُ

اللاهي إِلى الشيءِ إِذا لم يُفارِقْه‏.‏

ويقال‏:‏ قد لاهى الشيءَ إِذا داناهُ وقارَبَه‏.‏ ولاهى الغُلامُ الفِطامَ

إِذا دنا منه؛ وأَنشد قول ابن حلزة‏:‏

أَتَلَهَّى بها الهَواجِزَ، إِذْ كُلْـ *** لُ ابْنِ هَمٍّ بَلِيّةٌ عَمْياء

قال‏:‏ تَلَهِّيه بها رُكُوبه إِياها وتَعَلُّله بسيرها؛ وقال الفرزدق‏:‏

أَلا إِنَّما أَفْنى شَبابيَ، وانْقَضى

على مَرِّ لَيْلٍ دائبٍ ونهَارِ

يُعِيدانِ لي ما أَمْضَيا، وهُما مَعاً

طَريدانِ لا يَسْتَلْهِيانِ قَراري

قال‏:‏ معناه لا ينتظران قراري ولا يَسْتَوْقِفاني، والأَصل في الاسْتِلْهاء بمعنى التوقف أَن الطاحِنَ إِذا أَراد أَن يُلقِيَ في فم الرحى لَهْوة

وقَفَ عن الإِدارة وقْفة، ثم استعير ذلك ووضع موضع الاسْتِيقاف

والانتظار‏.‏ واللُّهْوةُ واللَّهْوةُ‏:‏ ما أَلقَيْتَ في فَمِ الرَّحى من الحُبوب

للطَّحْن؛ قال ابن كلثوم‏:‏

ولَهْوَتُها قُضاعةَ أَجْمَعِينا

وأَلْهَى الرَّحى وللرَّحى وفي الرَّحى‏:‏ أَلقى فيها اللَّهوة، وهو ما يُلقِيه الطاحن في فم الرَّحى بيده، والجمع لُهاً‏.‏ واللُّهْوةُ

واللُّهْيةُ؛ الأَخيرة على المُعاقبة‏:‏ العَطِيَّةُ، وقيل‏:‏ أَفضل العطايا وأَجْزلُها‏.‏

ويقال‏:‏ إِنه لمِعْطاء لِلُّها إِذا كان جَواداً يُعطي الشيء الكثير؛ وقال الشاعر‏:‏

إِذا ما باللُّها ضَنَّ الكِرامُ

وقال النابغة‏:‏

عِظامُ اللُّها أَبْناءُ أَبْناءِ عُدْرَةٍ، لَهامِيمُ يَسْتَلْهُونَها بالجراجِرِ

يقال‏:‏ أَراد بقوله عِظام اللُّها أَي عظام العَطايا‏.‏ يقال‏:‏ أَلهَيْت له

لُهْوَةً من المال كما يُلْهَى في خُرْتَي الطَّاحُونة، ثم قال يَسْتَلْهُونَها، الهاء للمَكارم وهي العطايا التي وصَفها،والجَراجِرُ الحَلاقِيم، ويقال‏:‏ أَراد باللُّها الأَمْوال، أَراد أَن أَموالهم كثيرة، وقد

اسْتَلْهَوْها أَي استكثروا منها‏.‏ وفي حديث عمر‏:‏ منهم الفاتِحُ فاه لِلُهْوَةٍ

من الدنيا؛ اللُّهْوةُ، بالضم‏:‏ العطِيَّة، وقيل‏:‏ هي أَفضل العَطاء

وأَجزله‏.‏ واللُّهْوة‏:‏ العَطيَّة، دَراهِمَ كانت أَو غيرها‏.‏ واشتراه بَلُهْوَةٍ

من مال أَي حَفْنَةٍ‏.‏ واللُّهْوةُ‏:‏ الأَلف من الدنانير والدراهم، ولا

يقال لغيرها؛ عن أَبي زيد‏.‏

وهُمْ لُهاء مائةٍ أَي قَدْرُها كقولك زُهاء مائة؛ وأَنشد ابن بري

للعجاج‏.‏

كأَنَّما لُهاؤه لِمَنْ جَهَر

لَيْلٌ، ورِزُّ وَغْرِه إِذا وَغَر

واللَّهاةُ‏:‏ لَحمة حَمْراء في الحَنك مُعَلَّقَةٌ على عَكَدَةِ اللسان، والجمع لَهَياتٌ‏.‏ غيره‏:‏ اللَّهاةُ الهَنةُ المُطْبِقة في أَقصَى سَقْف

الفم‏.‏ ابن سيده‏:‏ واللَّهاةُ من كلّ ذي حَلق اللحمة المُشْرِفة على الحَلق، وقيل‏:‏ هي ما بين مُنْقَطَع أَصل اللسان إِلى منقطَع القلب من أَعلى الفم، والجمع لَهَواتٌ ولَهَياتٌ ولُهِيٌّ ولِهِيٌّ ولَهاً ولِهاء؛ قال ابن بري‏:‏ شاهد اللَّها قول الراجز‏:‏

تُلْقِيه، في طُرْقٍ أَتَتْها من عَلِ، قَذْف لَهاً جُوفٍ وشِدْقٍ أَهْدَلِ

قال‏:‏ وشاهد اللَّهَواتِ قول الفرزدق‏:‏

ذُبابٌ طارَ في لَهَواتِ لَيْثٍ، كَذاكَ اللَّيْثُ يَلْتَهِمُ الذُّبابا

وفي حديث الشاة المسمومة‏:‏ فما زلْتُ أَعْرِفُها في لَهَوات رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم‏.‏ واللَّهاةُ‏:‏ أَقْصى الفم، وهي من البعير العربيّ

الشِّقْشِقةُ‏.‏ ولكلل ذي حلق لهَاة؛ وأَما قول الشاعر‏:‏

يا لكَ من تَمْرٍ ومن شِيشاءٍ، يَنْشَبُ في المَسْعَلِ واللَّهاءِ

فقد روي بكسر اللام وفتحها، فمن فتحها ثم مدَّ فعلى اعتقاد الضرورة، وقد

رآه بعض النحويين، والمجتمع عليه عكسه، وزعم أَبو عبيد أَنه جمع لَهاً

على لِهاء‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وهذا قول لا يُعرج عليه ولكنه جمع لَهاةٍ كما بينَّا، لأَن فَعَلَة يكسَّر على فِعالٍ، ونظيره ما حكاه سيبويه من قولهم

أَضاةٌ وإِضاءٌ، ومثله من السالم رَحَبةٌ ورِحابٌ ورَقَبةٌ ورِقابٌ؛ قال ابن سيده‏:‏ وشرحنا هذه المسأَلة ههنا لذهابها على كثير من النُّظَّار‏.‏ قال ابن بري‏:‏ إِنما مدّ قوله في المَسْعَل واللَّهاء للضرورة، قال‏:‏ هذه

الضرورة على من رواه بفتح اللام لأَنه مدّ المقصور، وذلك مما ينكره البصريون؛ قال‏:‏ وكذلك ما قبل هذا البيت‏:‏

قد عَلِمَتْ أُمُّ أَبي السِّعْلاء

أَنْ نِعْمَ مأْكُولاً على الخَواء

فمدَّ السِّعْلاء والخَواء ضرورة‏.‏ وحكى سيبويه‏:‏ لَهِيَ أَبُوك مقلوب عن

لاهِ أَبوك، وإِن كان وزن لَهِيَ فَعِلَ ولاهِ فَعَلٌ فله نظير، قالوا‏:‏

له جاهٌ عند السلطان مقلوب عن وجْهٍ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ لاهاهُ إِذا دنا منه

وهالاهُ إِذا فازعه‏.‏ النضر‏:‏ يقال لاهِ أَخاك يا فلان أَي افْعَلْ به نحو

ما فَعَل بك من المعروف والْهِهِ سواء‏.‏ وتَلَهلأْتُ أَي نَكَصْتُ‏.‏

واللَّهْواء، ممدود‏:‏ موضع‏.‏ ولَهْوةُ‏:‏ اسم امرأَة؛ قال‏:‏

أَصدُّ وما بي من صُدُودٍ ولا غِنًى، ولا لاقَ قَلْبي بَعْدَ لَهوةَ لائقُ

لوي‏:‏ لَوَيْتُ الحَبْلَ أَلْويه لَيّاً‏:‏ فَتَلْتُه‏.‏ ابن سيده‏:‏ اللَّيُّ

الجَدْلُ والتَّثَنِّي، لَواهُ لَيّاً، والمرَّةُ منه لَيَّةٌ، وجمعه

لِوًى ككَوَّةٍ وكِوًى؛ عن أَبي علي، ولَواهُ فالتَوى وتَلَوَّى‏.‏ ولَوَى

يَده لَيّاً ولَوْياً نادر على الأَصل‏:‏ ثَناها، ولم يَحْكِ سيبويه لَوْياً

فيما شذَّ، ولَوى الغلامُ بلغ عشرين وقَوِيَتْ يدُه فلوَى يدَ غيره‏.‏

ولَوِيَ القِدْحُ لَوًى فهو لَوٍ والتَوى، كِلاهما‏:‏ اعْوجَّ؛ عن أَبي حنيفة‏.‏

واللِّوَى‏:‏ ما التَوى من الرمل، وقيل‏:‏ هو مُسْتَرَقُّه، وهما لِوَيانِ، والجمع أَلْواء، وكسَّره يعقوب على أَلْوِيةٍ فقال يصف الظِّمَخ‏:‏ ينبت في أَلْويةِ الرَّمل ودَكادِكِه، وفِعَلٌ لا يجمع على أَفْعِلةٍ‏.‏

وأَلْوَيْنا‏:‏ صِرْنا إِلى لِوَى الرملِ، وقيل‏:‏ لَوِيَ الرمْلُ لَوًى، فهو لَوٍ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

يا ثُجْرةَ الثَّوْرِ وظَرْبانَ اللَّوِي

والاسم اللِّوى، مقصور‏.‏ الأَصمعي‏:‏ اللِّوى مُنْقَطَعُ الرَّملة؛ يقال‏:‏

قد أَلْوَيْتُم فانزِلوا، وذلك إِذا بلغوا لوَى الرمل‏.‏ الجوهري‏:‏ لِوى

الرملِ، مقصور، مُنْقَطَعُه، وهو الجَدَدُ بعدَ الرملة، ولِوَى الحية حِواها، وهو انْطِواؤها؛ عن ثعلب‏.‏ ولاوَتِ الحَيَّةُ الحَيَّةَ لِواءً‏:‏ التَوَت

عليها‏.‏ والتَوى الماءُ في مَجْراه وتَلَوَّى‏:‏ انعطف ولم يجر على

الاستقامة، وتَلَوَّتِ الحيةُ كذلك‏.‏ وتَلَوَّى البَرْقُ في السحاب‏:‏ اضطَرب على

غير جهة‏.‏ وقَرْنٌ أَلْوى‏:‏ مُعْوَجٌّ، والجمع لُيٌّ، بضم اللام؛ حكاها

سيبويه، قال‏:‏ وكذلك سمعناها من العرب، قال‏:‏ ولم يَكسِروا، وإِن كان ذلك

القياس، وخالفوا باب بِيض لأَنه لما وقع الإِدغام في الحرف ذهب المدّ وصار كأنه

حرف متحرك، أَلا ترى لو جاء مع عُمْيٍ في قافية جاز‏؟‏ فهذا دليل على أن المدغم بمنزلة الصحيح، والأَقيسُ الكسر لمجاورتها الياء‏.‏ ولَواه دَيْنَه

وبِدَيْنِه لَيّاً ولِيّاً ولَيَّاناً ولِيَّاناً‏:‏ مَطَله؛ قال ذو الرمة

في اللَّيَّانِ‏:‏

تُطِيلِينَ لَيّاني، وأَنت مَلِيَّةٌ، وأُحْسِنُ، يا ذاتَ الوِشاحِ، التَّقاضِيا

قال أَبو الهيثم‏:‏ لم يجيء من المصادر على فَعْلان إِلا لَيَّانَ‏.‏ وحكى

ابن بري عن أَبي زيد قال‏:‏ لِيَّان، بالكسر، وهو لُغَيَّة، قال‏:‏ وقد يجيء

اللَّيَّان بمعنى الحبس وضدّ التسريح؛ قال الشاعر‏:‏

يَلْقَى غَريمُكُمُ من غير عُسْرَتِكمْ

بالبَذْلِ مَطْلاً، وبالتَّسْرريحِ لَيّانا

وأَلْوى بحقِّي ولَواني‏:‏ جَحَدَني إِيّاه، ولَوَيْتُ الدَّيْنَ‏.‏ وفي حديث المَطْلِ‏:‏ لَيُّ الواجِدِ يُحِلُّ عِرْضَه وعُقوبَتَه‏.‏ قال أَبو عبيد‏:‏

اللَّيُّ هو المَطْل؛ وأَنشد قول الأَعشى‏:‏

يَلْوِينَنِي دَيْني، النَّهارَ، وأَقْتَضِي

دَيْني إِذا وَقَذَ النُّعاسُ الرُّقَّدا

لَواه غريمُه بدَيْنِه يَلْوِيه لَيّاً، وأَصله لَوْياً فأُدغمت الواو

في الياء‏.‏ وأَلوَى بالشيء‏:‏ ذهَب به‏.‏ وأَلوَى بما في الإِناء من الشراب‏:‏

استأْثر به وغَلَب عليه غيرَه، وقد يقال ذلك في الطعام؛ وقول ساعدة ابن جؤيَّة‏:‏

سادٍ تَجَرَّمَ في البَضِيع ثَمانِياً، يُلْوِي بِعَيْقاتِ البِحارِ ويُجْنَبُ

يُلْوِي بعيقات البحار أَي يشرب ماءها فيذهب به‏.‏ وأَلْوَتْ به العُقاب‏:‏

أَخذته فطارت به‏.‏ الأَصمعي‏:‏ ومن أَمثالهم أَيْهاتَ أَلْوَتْ به العَنْقاءُ المُغْرِبُ كأَنها داهيةٌ، ولم يفسر أَصله‏.‏ وفي الصحاح‏:‏ أَلْوَتْ به عَنْقاء مُغْرِب أَي ذهَبَت به‏.‏ وفي حديث حُذَيْفَة‏:‏ أَنَّ جِبريلَ رَفَع

أَرضَ قَوْم لُوطٍ، عليه السلام، ثمَّ أَلْوَى بها حتى سَمِعَ أَهلُ

السماء ضُغاء كِلابهم أَي ذَهَبَ بها، كما يقال أَلْوَتْ به العَنْقاء أَي

أَطارَتْه، وعن قتادة مثله، وقال فيه‏:‏ ثم أَلْوى بها في جَوّ السماء، وأَلْوَى بثوبه فهو يُلوِي به إِلْواء‏.‏ وأَلْوَى بِهم الدَّهْرُ‏:‏ أَهلكهم؛ قال‏:‏

أَصْبَحَ الدَّهْرُ، وقد أَلْوَى بِهِم، غَيرَ تَقْوالِك من قيلٍ وقال وأَلْوَى بثوبه إِذا لَمَع وأَشارَ‏.‏ وأَلْوَى بالكلام‏:‏ خالَفَ به عن

جِهته‏.‏ ولَوَى عن الأَمر والْتَوى‏:‏ تثاقَل‏.‏ ولوَيْت أَمْري عنه لَيّاً

ولَيّاناً‏:‏ طَوَيْتُه‏.‏ ولَوَيْتُ عنه الخَبَرَ‏:‏ أَخبرته به على غير وجهه‏.‏

ولوَى فلان خبره إِذا كَتَمه‏.‏ والإِلْواء‏:‏ أَن تُخالف بالكلام عن جهته؛ يقال‏:‏

أَلْوَى يُلوِي إِلْواءً ولَوِيَّةً‏.‏ والاخلاف الاستقاء

ولَوَيْتُ عليه‏:‏ عطَفت‏.‏ ولوَيْتُ عليه‏:‏

انتظرت‏.‏ الأَصمعي‏:‏ لَوَى الأَمْرَ عنه فهو يَلْوِيه لَيّاً، ويقال أَلْوَى بذلك الأَمر إِذا ذَهَب به، ولَوَى عليهم يَلوِي إِذا عطَف عليهم

وتَحَبَّس؛ ويقال‏:‏ ما تَلْوِي على أَحد‏.‏ وفي حديث أَبي قتادة‏:‏ فانطلق الناس لا

يَلوي أَحد على أَحد أَي لا يَلتَفِت ولا يَعْطف عليه‏.‏ وفي الحديث‏:‏

وجَعَلَتْ خَيلُنا يَلَوَّى خَلفَ ظهورنا أَي تَتَلَوَّى‏.‏ يقال‏:‏ لوَّى عليه

إِذا عَطَف وعَرَّج، ويروى بالتخفيف، ويروى تَلُوذ، بالذال، وهو قريب منه‏.‏

وأَلْوَى‏:‏ عطَف على مُسْتَغِيث، وأَلْوَى بثوبه للصَّريخِ وأَلْوت

المرأَةُ بيدها‏.‏ وأَلْوت الحَرْبُ بالسَّوامِ إِذا ذهَبَت بها وصاحِبُها

يَنْظُر إِليها وأَلوى إِذا جَفَّ زرعُه‏.‏ واللَّوِيُّ، على فَعِيل‏:‏ ما ذَبُل

وجَفَّ من البَقل؛ وأَنشد ابن بري‏:‏

حتى إِذا تَجَلَّتِ اللَّوِيَّا، وطَرَدَ الهَيْفُ السَّفا الصَّيْفِيَّا

وقال ذو الرمة‏:‏

وحتى سَرَى بعدَ الكَرَى في لَوِيَّهِ

أَساريعُ مَعْرُوفٍ، وصَرَّت جَنادِبه وقد أَلْوَى البَقْلُ إِلواء أَي ذَبُلَ‏.‏ ابن سيده‏:‏ واللَّوِيُّ يَبِيس

الكَلإِ والبَقْل، وقيل‏:‏ هو ما كان منه بين الرَّطْبِ واليابس‏.‏ وقد لَوِي

لَوًى وأَلوَى صار لَوِيّاً‏.‏ وأَلْوتِ الأَرض‏:‏ صار بقلها لَوِيّاً‏.‏

والأَلْوى واللُّوَيُّ، على لفظ التصغير‏:‏ شجرة تُنْبِت حبالاً تَعَلَّقُ

بالشجر وتَتَلَوَّى عليها، ولها في أَطرافها ورق مُدوَّر في طرفه تحديد‏.‏

واللَّوَى، وجمعه أَلْواء‏:‏ مَكْرُمة للنَّبات؛ قال ذو الرمة‏:‏

ولم تُبْقِ أَلْواءُ اليَماني بَقِيَّةً، من النَّبتِ، إِلا بَطْنَ واد رحاحم

والأَلْوَى‏:‏ الشديد الخُصومة، الجَدِلُ السَّلِيطُ، وهو أَيضاً

المُتَفَرِّدُ المُعْتَزِلُ، وقد لَوِيَ لَوًى‏.‏ والأَلْوَى‏:‏ الرجل المجتَنب

المُنْفَرِد لا يزال كذلك؛ قال الشاعر يصف امرأَة‏:‏

حَصانٌ تُقْصِدُ الأَلْوَى

بِعَيْنَيْها وبالجِيدِ

والأُنثى لَيَّاء، ونسوة لِيَّانٌ،، وإِن شئت بالتاء لَيَّاواتٍ، والرجال أَلْوُون، والتاء والنون في الجماعات لا يمتَنع منهما شيء من أَسماء

الرجال ونعوتها، وإِن فعل

فهو يلوي لوى، ولكن استغنوا عنه بقولهم لَوَى رأْسه، ومن جعل تأْليفه من لام وواو قالوا لَوَى‏.‏ وفي التنزيل العزيز في ذكر المنافتين‏:‏ لَوَّوْا

رُؤوسهم، ولَوَوْا، قرئ بالتشديد والتخفيف‏.‏ ولَوَّيْت أَعْناقَ الرجال في الخُصومة، شدد للكثرة والمبالغة‏.‏ قال الله عز وجل‏:‏ لَوَّوْا رؤوسهم‏.‏

وأَلْوَى الرجلُ برأْسِه ولَوَى رَأْسه‏:‏ أَمالَ وأَعْرضَ‏.‏ وأَلْوَى رأْسه

ولَوَى برأْسِه‏:‏ أُمالَه من جانب إِلى جانب‏.‏ وفي حديث ابن عباس‏:‏ إِنَّ ابن الزبير، رضي الله عنهم، لَوَى ذَنَبه؛ قال ابن الأَثير‏:‏ يقال لَوَى رأْسه

وذَنَبه وعطْفَه عنك إِذا ثناه وصَرَفه، ويروى بالتشديد للمبالغة، وهو مَثَلٌ لترك المَكارِم والرَّوَغانِ عن المعْرُوف وإِيلاء الجمِيل، قال ويجوز أَن يكون كناية عن التأَخر والتخلف لأَنه قال في مقابلته‏:‏ وإِنَّ ابن العاصِ مَشَى اليَقْدُمِيَّةَ‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ وإِنْ تَلْوُوا أَو

تُعْرِضُوا، بواوين؛ قال ابن عباس، رضي الله عنهما‏:‏ هو القاضي يكون لَيُّه

وإِعْراضُه لأَحد الخصمين على الآخر أَي تَشدّده وصَلابَتُه، وقد قرئ بواو

واحدة مضمومة اللام من وَلَيْتُ؛ قال مجاهد‏:‏ أَي أَن تَلُوا الشهادة

فتُقِيموها أَو تُعْرِضُوا عنها فَتَتْرُكُوها؛ قال ابن بري‏:‏ ومنه قول فُرْعانَ

ابن الأَعْرَفِ‏.‏

تَغَمَّدَ حَقِّي ضالماً، ولَوَى يَدِي، لَوَى يَدَه اللهُ الذي هو غالِبه والتَوَى وتَلَوَّى بمعنى‏.‏ الليث‏:‏ لَوِيتُ عن هذا الأَمر إِذا التَوَيْت

عنه؛ وأَنشد‏:‏

إِذا التَوَى بي الأَمْرُ أَو لَوِيتُ، مِن أَيْنَ آتي الأَمرَ إِذْ أُتِيتُ‏؟‏

اليزيدي‏:‏ لَوَى فلان الشهادة وهو يَلْويها لَيّاً ولَوَى كَفَّه ولَوَى

يَده ولَوَى على أَصحابه لَوْياً ولَيّاً وأَلْوَى إِليَّ بِيَدِه

إِلْواءً أَي أَشار بيده لا غير‏.‏ ولَوَيْتُه عليه أَي آثَرْتُه عليه؛ وقال‏:‏ ولم يَكُنْ مَلَكٌ لِلقَومِ يُنْزِلُهم، إِلاَّ صَلاصِلُ لا تُلْوَى على حَسَب

أَي لا يُؤْثَرُ بها أَحد لحسَبه للشدَّة التي هم فيها، ويروى‏:‏ لا

تَلْوي أَي لا تَعْطِفُ أَصحابُها على ذوي الأَحساب، من قولهم لَوى عليه أَي

عَطَف، بل تُقْسَم بالمُصافَنة على السَّوية؛ وأَنشد ابن بري لمجنون بني

عامر‏:‏

فلو كان في لَيْلى سَدًى من خُصومةٍ، لَلَوَّيْتُ أَعْناقَ المَطِيِّ المَلاوِيا

وطريق أَلْوى‏:‏ بعيد مجهول‏.‏

واللَّوِيّةُ‏:‏ ما خَبَأْته عن غيرك وأَخْفَيْتَه؛ قال‏:‏

الآكِلين اللَّوايا دُونَ ضَيْفِهِمِ، والقدْرُ مَخْبوءةٌ منها أَتافِيها

وقيل‏:‏ هي الشيء يُخْبَأُ للضيف، وقيل‏:‏ هي ما أَتحَفَتْ به المرأَةُ

زائرَها أَو ضَيْفَها، وقد لَوَى لَوِيَّةً والْتَواها‏.‏ وأَلْوى‏:‏ أَكل

اللَّوِيَّةَ‏.‏ التهذيب‏:‏ اللَّوِيَّةُ ما يُخْبَأُ للضيف أَو يَدَّخِره الرَّجلُ

لنفْسِه، وأَنشد‏:‏

آثَرْت ضَيْفَكَ باللَّويَّة والذي

كانتْ لَه ولمِثْلِه الأَذْخارُ

قال الأَزهري‏:‏ سمعت أَعرابيّاً من بني كلاب يقول لقَعِيدةٍ له أَيْنَ

لَواياكِ وحَواياكِ، أَلا تُقَدِّمينَها إِلينا‏؟‏ أَراد‏:‏ أَين ما خَبَأْتِ

من شُحَيْمةٍ وقَديدةٍ وتمرة وما أَشبهها من شيءٍ يُدَّخَر للحقوق‏.‏

الجوهري‏:‏ اللَّوِيَّةُ ما خبأْته لغيرك من الطعام؛ قال أَبو جهيمة

الذهلي‏:‏ قُلْتُ لِذاتِ النُّقْبةِ النَّقِيَّهْ‏:‏

قُومي فَغَدِّينا من اللَّوِيَّهْ

وقد التَوَتِ المرأَة لَوِيَّةً‏.‏ والْوَلِيَّة‏:‏ لغة في اللَّوِيَّةِ، مقلوبة عنه؛ حكاها كراع، قال‏:‏ والجمع الؤلايا كاللَّوايا، ثبت القلب في الجمع‏.‏

واللَّوَى‏:‏ وجع في المعدة، وقيل‏:‏ وجع في الجَوْف، لَوِيَ، بالكسر، يَلْوْى لَوًى، مقصور، فهو لَوٍ‏.‏ واللَّوى‏:‏ اعْوِجاج في ظهر الفرس، وقد لَوِيَ

لَوًى‏.‏ وعُود لَوٍ‏:‏ مُلْتَوٍ‏.‏ وذَنَبٌ أَلْوى‏:‏ معطوف خِلْقةً مثل ذَنِبِ

العنز‏.‏ ويقال‏:‏ لَوِيَ ذنَبُ الفرَس فهو يَلْوى لَوًى، وذلك إِذا ما اعْوَجَّ؛ قال العجاج‏:‏

كالكَرِّ لا شَخْتٌ ولا فيه لَوَى

يقال منه‏:‏ فرس ما به لَوًى ولا عَصَلٌ‏.‏ وقال أَبو الهيثم‏:‏ كبش أَلْوَى

ونعجة لَيَّاء، ممدود، من شاءٍ لِيٍّ‏.‏ اليزيدي‏:‏ أَلْوَتِ الناقة بذنَبها

ولَوَّتْ ذنَبها إِذا حرَّكته، الباء مع الاأَلف فيها، وأَصَرَّ الفرسُ

بأُذنه وصَرَّ أُذنَه، والله أَعلم‏.‏

واللِّواء‏:‏ لِواء الأَمير، ممدود‏.‏ واللِّواء‏:‏ العَلَم، والجمع أَلْوِيَة

وأَلوِياتٌ، الأَخيرة جمع الجمع؛ قال‏:‏

جُنْحُ النَّواصِي نحوُ أَلْوِياتِها

وفي الحديث‏:‏ لِواءُ الحَمْدِ بيدي يومَ القيامةِ؛ اللِّواء‏:‏ الرايةُ ولا

يمسكها إِلا صاحبُ الجَيْش؛ قال الشاعر‏:‏

غَداةَ تَسايَلَتْ من كلِّ أَوْب، كَتائبُ عاقِدينَ لهم لِوايا

قال‏:‏ وهي لغة لبعض العرب، تقول‏:‏ احْتَمَيْتُ احْتِمايا‏.‏ والأَلْوِية‏:‏

المَطارِد، وهي دون الأَعْلام والبُنود‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لكلِّ غادِرٍ لِواء

يوم القيامة أَي علامة ُيشْهَرُ بها في الناس، لأَنَّ موضوع اللِّواء

شُهْرةُ مكان الرئيس‏.‏ وأَلْوى اللِّواءَ‏:‏ عمله أَو رفعَه؛ عن ابن الأَعرابي، ولا يقال لَواه‏.‏ وأَلْوَى‏:‏ خاطَ لِواء الأَمير‏.‏ وأَلوَى إِذا أَكثر

التمني‏.‏ أَبو عبيدة‏:‏ من أَمثالهم في الرجل الصعب الخلق الشديد اللجاجة‏:‏

لتَجِدَنَّ فلاناً أَلوَى بَعِيدَ المستمَر؛ وأَنشد فيه‏:‏

وجَدْتَني أَلْوَى بَعِيدَ المُسْتَمَرْ، أَحْمِلُ ما حُمِّلْتُ من خَيْرٍ وشَرِّ

أَبو الهيثم‏:‏ الأَلْوى الكثير الملاوي‏.‏ يقال‏:‏ رجل أَلْوى شديد الخُصومة

يَلْتَوي على خصمه بالحجة ولا يُقِرّ على شيء واحد‏.‏ والأَلْوَى‏:‏ الشديد

الالْتِواء، وهو الذي يقال له بالفارسية سحابين‏.‏ ولَوَيْت الثوبَ أَلْويه

لَيّاً إِذا عصرته حتى يخرج ما فيه من الماء‏.‏ وفي حديث الاخْتمار‏:‏

لَيَّةً لا لَيَّتَيْنِ أَي تَلْوي خِمارَها على رأْسها مرة واحدة، ولا تديره

مرتين، لئلا تشتبه بالرجال إِذا اعتمُّوا‏.‏

واللَّوَّاء‏:‏ طائر‏.‏

واللاوِيا‏:‏ ضَرْبٌ من النَّبْت‏.‏

واللاوِياء‏:‏ مبسم يُكْوى به‏.‏ ولِيّةُ‏:‏ مكان بوادي عُمانَ‏.‏

واللَّوى‏:‏ في معنى اللائي الذي هو جمع التي؛ عن اللحياني، يقال‏:‏ هُنَّ

اللَّوَى فعلن؛ وأَنشد‏:‏

جَمَعْتُها من أَيْنُقٍ غِزارِ، مِنَ اللَّوَى شُرِّفْن بالصِّرارِ

واللاؤُون‏:‏ جمع الذي من غير لفظه بمعنى الذين، فيه ثلاث لغات‏:‏ اللاَّؤون

في الرفع، واللاَّئين في الخفض والنصب، واللاَّؤُو بلا نون، واللاَّئي

بإِثبات الياء في كل حال يستوي فيه الرجال والنساء، ولا يصغر لأَنهم

استغنوا عنه باللَّتيَّات للنساء وباللَّذَيُّون للرجال، قال‏:‏ وإِن شئت قلت

للنساء اللا، بالقصر بلاياء ولا مدّ ولا همز، ومنهم من يهمز؛ وشاهده بلا

ياء ولا مدّ ولا همز قول الكميت‏:‏

وكانَتْ مِنَ اللاَّ لا يُغَيِّرُها ابْنُها؛ إِذا ما الغُلامُ الأَحْمَقُ الأُمَّ غَيَّرا

قال‏:‏ ومثله قول الراجز‏:‏

فدُومي على العَهْدِ الذي كان بَيْنَنا، أَمَ انْتِ من اللاَّ ما لَهُنَّ عُهودُ‏؟‏

وأَما قول أَبي الرُّبَيْس عبادة بن طَهْفَة

المازني، وقيل اسمه عَبَّاد بن طَهفة، وقيل عَبَّاد بن عباس‏:‏

مِنَ النَّفَرِ اللاَّئي الذينَ، إِذا هُمُ، يَهابُ اللِّئامُ حَلْقةَ الباب، قَعْقَعُوا

فإِنما جاز الجمع بينهما لاختلاف اللفظين أَو على إِلغاء أَحدهما‏.‏

ولُوَيُّ بنُ غالب‏:‏ أَبو قريش، وأَهل العربية يقولونه بالهمز، والعامة

تقول لُوَيٌّ؛ قال الأَزهري‏:‏ قال ذلك الفراء وغيره‏.‏

يقال‏:‏ لَوى عليه الأَمْرَ إِذا عَوَّصَه‏.‏ ويقال‏:‏ لَوَّأَ الله بك،

بالهمز، تَلْوِية أَي شوَّه به‏.‏ ويقال‏:‏ هذه والله الشَّوْهةُ واللَّوْأَةُ، ويقال اللَّوَّةُ، بغير همز‏.‏ ويقال للرجل الشديد‏:‏ ما يُلْوى ظَهرُه أَي لا

يَصْرَعُه أَحد‏.‏

والمَلاوي‏:‏ الثَّنايا الملتوية التي لا تستقيم‏.‏

واللُّوَّةُ‏:‏ العود الذي يُتبخَّر به، لغة في الأَلُوَّة، فارسي معرب

كاللِّيَّة‏.‏ وفي صفة أَهل الجنة‏:‏ مَجامِرُهم الأَلوَّةُ أَي بَخُورهم

العُود، وهو اسم له مُرْتَجل، وقيل‏:‏ هو ضرب من خيار العود وأَجوده، وتفتح

همزته وتضم، وقد اختلف في أَصليتها وزيادتها‏.‏ وفي حديث ابن عمر‏:‏ أَنه كان

يَسْتَجْمِرُ بالأَلُوَّة غيرَ مُطَرَّاة‏.‏

وقوله في الحديث‏:‏ مَن حافَ في وَصِيَّته أُلْقِيَ في اللَّوَى

؛ قيل‏:‏ إِنه وادٍ في جهنم، نعوذ بعفو الله منها‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ اللَّوَّة السّوْأَة، تقول‏:‏ لَوَّةً لفلان بما صنع أَي

سَوْأَةً‏.‏

قال‏:‏ والتَّوَّةُ الساعة من الزمان، والحَوَّة كلمة الحق، وقال‏:‏

اللَّيُّ واللِّوُّ الباطل والحَوُّ والحَيُّ الحق‏.‏ يقال‏:‏ فلان لا يعرف الحَوَّ

من اللَّوَّ أَي لا يعرف الكلامَ البَيِّنَ من الخَفِيّ؛ عن ثعلب‏.‏

واللَّوْلاء‏:‏ الشدَّة والضر كاللأْواء‏.‏

وقوله في الحديث‏:‏ إيَّاك واللَّوَّ فإِن اللَّوّ من الشيطان؛ يزيد قول

المتندّم على الفائت لو كان كذا لقلت ولفعلت، وسنذكره في لا من حرف الأَلف

الخفيفة‏.‏

واللاّتُ‏:‏ صنم لثَقِيف كانوا يعبدونه، هي عند أَبي علي فَعَلة من لَوَيْت عليه أَي عَطَفْت وأَقْمْت، يَدُلك على ذلك قوله تعالى‏:‏ وانطلقَ

المَلأُ منهم أَنِ امْشُوا واصْبِروا على آلهتكم؛ قال سيبويه‏:‏ أَما الإِضافة

إِلى لات من اللات والعُزّى فإِنك تَمُدّها كما تمدّ لا إِذا كانت اسماً، وكما تُثَقَّل لو وكي إِذا كان كل واحد منهما اسماً، فهذه الحروف

وأَشباهها التي ليس لها دليل بتحقير ولا جمع ولا فعل ولا تثنية إِنما يجعل ما ذهب

منه مثل ما هو فيه ويضاعف، فالحرف الأَوسط ساكن على ذلك يبنى إِلا أن يستدل على حركته بشيء، قال‏:‏ وصار الإِسكان أَولى لأَن الحركة زائدة فلم يكونوا ليحركوا إِلا بثبَت، كما أَنهم لم يكونوا ليجعلوا الذاهب من لو غير

الواو إِلا بثَبَت، فجَرَت هذه الحروف على فَعْل أَو فُعْل أَو فِعْل؛ قال ابن سيده‏:‏ انتهى كلام سيبويه، قال‏:‏ وقال ابن جني أَما اللاتُ والعُزَّى

فقد قال أَبو الحسن إِن اللام فيها زائدة، والذي يدل على صحة مذهبه أن اللات والعُزّى عَلَمان بمنزلة يَغُوثَ ويَعُوقَ ونَسْرٍ ومَناةَ وغير

ذلك من أَسماء الأَصنام، فهذه كلها أَعلام وغير محتاجة في تعريفها إِلى

الأَلف واللام، وليست من باب الحَرِث والعَبَّاس وغيرهما من الصفات التي

تَغْلِبُ غَلبَة الأَسماء، فصارت أَعلاماً وأُقِرَّت فيها لام التعريف على

ضرب من تَنَسُّم روائح الصفة فيها فيُحْمل على ذلك، فوجب أَن تكون اللام

فيها زائدة، ويؤكِّدُ زيادتها فيها لزومُها إِياها كلزوم لام الذي والآن

وبابه، فإِن قلت فقد حكى أَبو زيد لَقِيتُه فَيْنَة والفَيْنةَ وإِلاهةَ

والإِلاهةَ، وليست فَيْنةُ وإِلاهةُ بصفتين فيجوز تعريفهما وفيهما اللام

كالعَبَّاس والحَرِث‏؟‏ فالجواب أَن فَيْنةَ والفَيْنةَ وإِلاهةَ

والإِلاهةَ مما اعْتَقَبَ عليه تعريفان‏:‏ أَحدهما بالأَلف واللام، والآخر بالوضع

والغلبة، ولم نسمعهم يقولون لاتَ ولا عُزَّى، بغير لام، فدَلَّ لزومُ اللام

على زيادتها، وأَنَّ ما هي فيه مما اعْتَقَبَ عليه تعريفان؛ وأَنشد أبو علي‏:‏

أَمَا ودِماءٍ لا تَزالُ، كأَنها

على قُنَّةِ العُزَّى وبالنَّسْرِ عَنْدَما

قال ابن سيده‏:‏ هكذا أَنشده أَبو علي بنصب عَنْدَما، وهو كما قال لأن نَسْراً بمنزلة عمرو، وقيل‏:‏ أَصلها لاهةٌ سميت باللاهة التي هي الحَية‏.‏

ولاوَى‏:‏ اسم رجل عجمي، قيل‏:‏ هو من ولد يعقوب، عليه السلام، وموسى، عليه

السلام، من سِبْطه‏.‏

ليا‏:‏ اللَّيَّة‏:‏ العود الذي يُتَبَخَّر به، فارسي معرب‏.‏ وفي حديث

الزبير، رضي الله عنه‏:‏ أَقبلتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من لِيَّةَ؛ هي اسم موضع بالحجاز‏.‏

التهذيب‏:‏ الفراء اللِّياءُ شيء يؤكل مثل الحِمَّص ونحوه وهو شديد

البياض، وفي الصحاح‏:‏ يكون بالحجاز يؤكل؛ عن أَبي عبيد‏.‏ ويقال للمرأَة إِذا وصفت

بالبياض‏:‏ كأَنها اللِّياء، وفي الصحاح‏:‏ كأَنها لِياءَةٌ، قال ابن بري‏:‏

صوابه أَن يقال كأَنها لِياءَةٌ مقْشُوَّةٌ‏.‏ وروي عن معاوية، رضي الله عنه، أَنه أَكَل لِياءً مُقَشًّى‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن فلاناً أَهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم بِوَدَّانَ لياءً مُقَشًّى؛ وفيه‏:‏ أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم أَكل لياءً ثم صلى ولم يتوضأ؛ اللِّياءُ، بالكسر

والمد‏:‏ اللُّوبياء، وقيل‏:‏ هو شيء كالحِمَّص شديد البياض بالحجاز‏.‏ واللِّياءُ

أَيضاً‏:‏ سَمَكة في البحر تُتَّخَذُ من جلدها التِّرَسَةُ فلا يَحِيكُ

فيها شيء، قال‏:‏ والمراد الأَوّل‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ اللِّياءُ اللُّوبياء، واحدته لِياءَةٌ‏.‏ ويقال للصبيَّة المليحة‏:‏ كأَنها لِياءَةٌ مَقْشُوَّة أَي

مقشورة، قال‏:‏ والمُقَشَّى المُقَشَّر، وقيل‏:‏ اللِّياء من نبات اليمن وربما

نبت بالحجاز، وهو في خِلْقة البصل وقدر الحِمَّص، وعليه قشور رِقاقٌ إِلى

السواد ما هو، يُقْلى ثم يُدْلَك بشيءٍ خَشِنٍ كالمِسْح ونحوه فيخرج من قشره فيؤكل، وربما أُكل بالعسل، وهو أَبيض، ومنهم من لا يَقْلِيه‏.‏ أبو العباس‏:‏ اللِّيا، مقصور، الأَرض التي بَعُدَ ماؤها واشتدّ

السير فيها، قال العجاج‏:‏

نازِحةُ المِياهِ والمُسْتافِ، لَيَّاءُ عن مُلْتَمِسِ الإِخْلافِ

الذي ينظر ما بُعْدُها

مأي‏:‏ مَأَيْتُ في الشيء أَمْأَى مَأْياً‏:‏ بالغتُ‏.‏ ومأَى الشجرُ مَأْياً‏:‏

طَلَع، وقيل‏:‏ أَوْرَقَ‏.‏ ومَأَوْتُ الجلْدَ والدَّلوَ والسِّقاءَ مأْواً

ومَأَيْتُ السقاءَ مَأْياً إِذا وَسَّعْتَه ومددته حتى يتسع‏.‏ وتَمَأّى

الجلدُ يَتَمَأّى تَمَئيّاً تَوَسَّع، وتَمَأَّتِ الدلوُ كذلك، وقيل‏:‏

تَمَئيِّها امتدادها، وكذلك الوعاء، تقول‏:‏ تَمَأَّى السِّقاءُ والجِلدُ فهو يَتَمأَّى تَمَئيِّاً وتَمَؤُّواً، وإِذا مددتَه فاتَّسع، وهو تَفَعُّل؛وقال‏:‏

دَلْوٌ تَمَأَّى دُبِغَتْ بالحُلَّبِ، أَو بأَعالي السَّلَمِ المُضَرَّبِ، بُلَّتْ بِكَفَّيْ عَزَبٍ مُشَذَّبِ، إِذا اتَّقَتْكَ بالنَّفِيِّ الأَشْهَبِ، فلا تُقَعْسِرْها ولكِنْ صَوِّبِ

وقال الليث‏:‏ المَأْيُ النَّمِيمة بين القوم‏.‏ مأَيْتُ بين القوم‏:‏ أَفسدت‏.‏

وقال الليث‏:‏ مَأَوْتُ بينهم إِذا ضربت بعضهم ببعض، ومَأَيتُ إِذا

دَبَبْتَ بينهم بالنميمة؛ وأَنشد‏:‏

ومَأَى بَيْنَهُمْ أَخُو نُكُراتٍ

لمْ يَزَلْ ذا نَمِيمَةٍ مأْآأَا

وامرأَة مَأْآءَةٌ‏:‏ نَمَّامةٌ مثل مَعَّاعةٍ، ومُسْتَقْبِلُه يَمْأَى‏.‏

قال ابن سيده‏:‏ ومَأَى بين القوم مَأْيّاً أَفسَدَ ونَمَّ‏.‏ الجوهري‏:‏ مَأَى

ما بينهم مَأْياً أَي أَفسد؛ قال العجاج‏:‏

ويَعْتِلُونَ مَن مأَى في الدَّحْسِ، بالمأْسِ يَرْقَى فوقَ كلِّ مَأْسِ

والدَّحْسُ والمَأْسُ‏:‏ الفساد‏.‏ وقد تَمَأّى ما بينهم أَي فسد‏.‏ وتَمَأْى

فيهم الشَّر‏:‏ فَشا واتَّسع‏.‏ وامرأَة ماءةٌ، على مثل ماعةٍ‏:‏ نَمَّامَةٌ

مقلوب، وقياسه مآةٌ على مِثال مَعاةٍ‏.‏

وماءَ السِّنَّوْرُ يَمُوءُ مُواءً

ومأَتِ

السنورُ كذلك إِذا صاحت، مثل أَمَتْ تَأْمُو أُماء؛ وقال غيره‏:‏ ماء السنورُ

يَمْوءُ كَمَأَى‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ أَمْوَى إِذا صاح صِياحَ السنورِ‏.‏

والمِائةُ‏:‏ عدد معروف، وهي من الأَسماء الموصوف بها، حكى سيبويه‏:‏ مررت

برجُلٍ مائةٍ إِبلُه، قال‏:‏ والرفع الوجه، والجمع مِئاتٌ ومئُونَ على وزن

مِعُونَ، ومِئٌ مثال مِعٍ، وأَنكر سيبويه هذه الأَخيرة، قال‏:‏ لأَن بنات

الحرفين لا يُفعل بها كذا، يعني أَنهم لا يجمعون عليها ما قد ذهب منها في الإِفراد ثم حذفَ الهاء في الجمع، لأَن ذلك إِجحاف في الاسم وإِنما هو عند أَبي علي المِئِيُّ‏.‏ الجوهري في المائة من العدد‏:‏ أَصلها مِئًي مثل

مِعًى، والهاء عوض من الياء، وإِذا جمعت بالواو والنون قلت مِئُون، بكسر

الميم، وبعضهم يقول مُؤُونَ، بالضم؛ قال الأَخفش‏:‏ ولو قلت مِئاتٌ مثل مِعاتٍ

لكان جائزاً؛ قال ابن بري‏:‏ أَصلها مِئْيٌ‏.‏ قال أَبو الحسن‏:‏ سمعت مِئْياً

في معنى مِائةٍ عن العرب، ورأَيت هنا حاشية بخط الشيخ رضِيّ الدِّين

الشاطبي اللغوي رحمه الله قال‏:‏ أَصلها مِئْيةٌ، قال أَبو الحسن‏:‏ سمعت مِئْيةً

في معنى مِائةٍ، قال‏:‏ كذا حكاه الثمانيني في التصريف، قال‏:‏ وبعض العرب

يقول مائة درهم، يشمون شيئاً من الرفع في الدال ولا يبينون، وذلك الإِخفاء، قال ابن بري‏:‏ يريد مائة درهم بإدغام التاء في الدال من درهم ويبقى

الإِشمام على حدّ قوله تعالى‏:‏ ما لك لا تَأْمَنَّا؛ وقول امرأَة من بني

عُقَيْل تَفْخَرُ بأَخوالها من اليمن، وقال أَبو زيد إِنه للعامرِيَّة‏:‏

حَيْدَةُ خالي ولَقِيطٌ وعَلي، وحاتِمُ الطائيُّ وهَّابُ المِئِي، ولمْ يكنْ كخالِك العَبْدِ الدَّعِي

يَأْكلُ أَزْمانَ الهُزالِ والسِّني

هَناتِ عَيْرٍ مَيِّتٍ غيرِ ذَكي

قال ابن سيده‏:‏ أَراد المِئِيَّ فخفف كما قال الآخر‏:‏

أَلَمْ تكنْ تَحْلِفُ باللهِ العَلي

إِنَّ مَطاياكَ لَمِنْ خَيرِ المَطِي

ومثله قول مُزَرِّد‏:‏

وما زَوّدُوني غير سَحْقِ عَباءةٍ *** وخَمْسِمِئٍ منها قَسِيٌّ وزائفُ

قال الجوهري‏:‏ هما عند الأَخفش محذوفان مرخمان‏.‏ وحكي عن يونس‏:‏ أَنه جمع

بطرح الهاء مثل تمرة وتمر، قال‏:‏ وهذا غير مستقيم لأَنه لو أَراد ذلك لقال مِئًى مثل مِعًى، كما قالوا في جمع لِثةٍ لِثًى، وفي جمع ثُبةٍ ثُباً؛ وقال في المحكم في بيت مُزَرِّد‏:‏ أَرادَ مُئِيٍّ فُعُول كحِلْيةٍ وحُلِيٍّ

فحذف، ولا يجوز أَن يريد مِئِين فيحذف النون، لو أَراد ذلك لكان مئِي

بياء، وأما في غير مذهب سيبويه فمِئٍ من خَمْسِمِئٍ جمع مائة كسِدْرة

وسِدْرٍ، قال‏:‏ وهذا ليس بقويّ لأَنه لا يقال خَمْسُ تَمْرٍ، يراد به خَمْس

تَمْرات، وأَيضاً فإِنَّ بنات الحرفين لا تجمع هذا الجمع، أَعني الجمع الذي

لا يفارق واحده إِلا بالهاء؛ وقوله‏:‏

ما كانَ حامِلُكُمْ مِنَّا ورافِدُكُمْ *** وحامِلُ المِينَ بَعْدَ المِينَ والأَلَفِ

إنما أَراد المئين فحذف الهمزة، وأَراد الآلاف فحذف ضرورة‏.‏ وحكى أبو الحسن‏:‏ رأَيت مِئْياً في معنى مائة؛ حكاه ابن جني، قال‏:‏ وهذه دلالة قاطعة

على كون اللام ياء، قال‏:‏ ورأَيت ابن الأَعرابي قد ذهب إِلى ذلك فقال في بعض أَماليه‏:‏ إِنَّ أَصل مائة مِئْيةٌ، فذكرت ذلك لأَبي علي فعجب منه أن يكون ابن الأَعرابي ينظر من هذه الصناعة في مثله، وقالوا ثلثمائةٍ

فأَضافوا أَدنى العدد إِلى الواحد لدلالته على الجمع كما قال‏:‏

في حَلْقِكُمْ عَظْمٌ وقَدْ شَجِينا

وقد يقال ثلاث مِئاتٍ ومِئِينَ، والإِفراد أَكثر على شذوذه، والإِضافة

إِلى مائة في قول سيبويه ويونس جميعاً فيمن ردَّ اللام مِئَوِيٌّ

كمِعَوِيٍّ، ووجه ذلك أَنَّ مائة أَصلها عند الجماعة مِئْية ساكنة العين، فلما

حذفت اللام تخفيفاً جاورت العين تاء التأْنيث فانفتحت على العادة والعرف

فقيل مائة، فإِذا رددت اللام فمذهب سيبويه أَن تقرأَ العين بحالها متحركة، وقد كانت قبل الرد مفتوحة فتقلب لها اللام أَلفاً فيصير تقديرها مِئاً

كَثِنًى، فإِذا أَضفت إِليها أَبدلت الأَلف واواً فقلت مِئَوِيٌّ

كَثِنَوِيٍّ، وأَما مذهب يونس فإِنه كان إِذا نسب إِلى فَعْلة أَو فِعْلة مما لامه

ياء أَجراهُ مجْرى ما أَصله فَعِلة أَو فِعِلة، فيقولون في الإِضافة

إِلى ظَبْيَة ظَبَوِيٌّ، ويحتج بقول العرب في النسبة إِلى بِطْيَة بِطَوِيّ

وإِلى زِنْيَة زِنَوِيّ، فقياس هذا أَن تجري مائة وإِن كانت فِعْلة مجرى

فِعَلة فتقول فيها مِئَوِيٌّ فيتفق اللفظان من أَصلين مختلفين‏.‏ الجوهري‏:‏

قال سيبويه يقال ثَلَثمائةٍ، وكان حقه أَن يقولوا مِئِينَ أَو مِئاتٍ كما تقول ثلاثة آلاف، لأَن ما بين الثلاثة إِلى العشرة يكون جماعة نحو ثلاثة

رجال وعشرة رجال، ولكنهم شبهوه بأَحد عشر وثلاثة عشر، ومن قال مِئِينٌ

ورَفَع النونَ بالتنوين ففي تقديره قولان‏:‏ أَحدهما فِعْلِينٌ مثل

غِسْلِينٍ وهو قول الأَخفش وهو شاذ، والآخر فِعِيل، كسروا لكسرة ما بعده وأَصله

مِئِيٌّ ومُئِيٌّ مثال عِصِيّ وعُصِيّ، فأَبدلوا من الياء نوناً‏.‏ وأَمْأَى

القومُ‏:‏ صاروا مائةً وأَمايتهم أَنا، وإِذا أَتممت القومَ بنفسك مائةً

فقد مَأَيْتَهم، وهم مَمْئِيُّون، وأَمْأَوْاهم فهم مُمْؤُون‏.‏ وإن أَتممتهم بغيرك فقد أَمْأَيْتَهُمْ وهم مُمْأَوْنَ‏.‏ الكسائي‏:‏ كان القوم تسعة

وتسعين فأَمْأَيْتُهم، بالأَلف، مثل أَفعَلْتُهم، وكذلك في الأَلف

آلَفْتُهم، وكذلك إِذا صاروا هم كذلك قلت‏:‏ قد أَمْأَوْا وآلَفُوا إِذا صاروا

مائةً أَو أَلْفاً‏.‏ الجوهري‏:‏ وأَمْأَيْتُها لك جعلتها مائةً‏.‏ وأَمْأَتِ

الدراهمُ والإِبلُ والغنمُ وسائر الأَنواع‏:‏ صارت مائةً، وأَمْأَيْتها مِائةً‏.‏

وشارطْتُه مُماآةً أَي على مائةٍ؛ عن ابن الأَعرابي، كقولك شارطته

مُؤالفةً‏.‏ التهذيب‏:‏ قال الليث المائةُ حذفت من آخرها واو، وقيل‏:‏ حرف لين لا

يدرى أَواو هو أَو ياء، وأَصل مِائة على وزن مِعْية، فحولت حركة الياء إِلى

الهمزة، وجمعها مِأَايات على وزن مِعَيات، وقال في الجمع‏:‏ ولو قلت مِئات

بوزن مِعات لجاز‏.‏

والمَأْوة‏:‏ أَرض منخفضة، والجمع مَأْوٌ‏.‏

متا‏:‏ مَتَوْت في الأَرض كمَطَوْت‏.‏ ومَتَوْت الحبلَ وغيرَه مَتْواً

ومَتَيْتُه‏:‏ مَدَدْتُه؛ قال امرؤ القيس‏:‏

فأَتَتْه الوَحْشُ وارِدةً، فتَمَتَّى النَّزْعَ من يَسَرِهْ

فكأَنه في الأَصل فَتَمَتَّتَ فقلبت إِحدى التاءَات ياء، والأَصل فيه

مَتَّ بمعنى مَطَّ ومدّ بالدال‏.‏ والتَّمَتِّي في نَزْع القوس‏:‏ مَدُّ

الصُّلْب‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ أَمْتى الرجلُ إِذا امتدَّ رزقُه وكثر‏.‏ ويقال‏:‏ أَمْتى

إِذا طال عمرُه، وأَمْتى إِذا مشَى مِشْية قبيحة، والله أَعلم‏.‏

محا‏:‏ مَحا الشيءَ يَمْحُوه ويَمْحاه مَحْواً ومَحْياً‏:‏ أَذْهَبَ

أَثَرَه‏.‏ الأَزهري‏:‏ المَحْوُ لكل شيء يذهب أَثرُه، تقول‏:‏ أَنا أَمْحُوه

وأَمْحاه، وطيِّء تقول مَحَيْتُه مَحْياً ومَحْواً‏.‏ وامَّحى الشيءُ يَمَّحِي

امِّحاءً، انْفَعَلَ، وكذلك امتَحى إِذا ذهب أَثرُه، وكره بعضهم امْتَحى، والأَجود امَّحى، والأَصل فيه انْمَحى، وأَما امْتَحى فلغة رديئة‏.‏ ومحَا

لَوْحَه يَمْحُوه مَحْواً ويَمْحِيه مَحْياً، فهو مَمْحُوٌّ ومَمْحِيٌّ، صارت الواو ياء لكسرة ما قلبها فأُدغمت في الياء التي هي لام الفعل؛ وأَنشد

الأَصمعي‏:‏

كما رأَيتَ الوَرَقَ المَمْحِيَّا

قال الجوهري‏:‏ وامْتَحى لغة ضعيفة‏.‏

والماحي‏:‏ من أَسماء سيدنا رسول الله،صلى الله عليه وسلم، مَحا الله به الكفرَ وآثارَه، وقيل‏:‏ لأَنه يَمحُو الكفرَ ويُعَفِّي آثارَه بإِذن الله‏.‏ المَحْوُ‏:‏ السواد الذي في القمر كأَن ذلك كان نَيِّراً فمُحِي‏.‏

والمَحْوة‏:‏ المَطْرة تمحُو الجَدْبَ؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏ وأَصبحت الأَرض

مَحْوةً واحدة إِذا تَغَطَّى وجْهُها بالماء حتى كأَنها مُحِيَتْ‏.‏ وتركتُ

الأَرضَ مَحْوةً واحدة إِذا طَبَّقَها المطرُ، وفي المحكم‏:‏ إِذا جِيدَتْ

كلُّها، كانت فيها غُدْرانٌ أَو لم تكن‏.‏ أَبو زيد‏:‏ تَرَكْتِ السماءُ

الأَرضَ مَحْوةً واحدة إِذا طَبَّقَها المطرُ‏.‏ ومَحوَة‏:‏ الدَّبُورُ لأَنها

تمحو السحابَ معرفة، فإِن قلت‏:‏ إِنَّ الأَعلام أَكثر وقوعها في كلامهم

إِنما هو على الأَعيان المرئِيَّاتِ، فالريح وإِن لم تكن مرئية فإِنها على

كل حال جسم، أَلا ترى أَنها تُصادِمُ الأَجرام، وكلُّ ما صادَمَ الجِرْم

جِرْمٌ لا مَحالة، فإِن قيل‏:‏ ولم قَلَّتِ الأَعلام في المعاني وكثرت في الأَعيان نحو زيد وجعفر وجميع ما علق عليه علم وهو شخص‏؟‏ قيل‏:‏ لأَن الأَعيان

أَظهر للحاسة وأَبدى إِلى المشاهدة فكانت أَشبه بالعَلَمِية مما لا يُرى

ولا يشاهد حسّاً، وإِنما يعلم تأَمُّلاً واستدلالاً، وليست من معلوم

الضرورة للمشاهدة، وقيل‏:‏ مَحْوةُ اسم للدَّبُور لأَنها تَمْحُو الأَثَرَ؛ وقال الشاعر‏:‏

سَحابات مَحَتْهُنَّ الدَّبُورُ

وقيل‏:‏ هي الشَّمال‏.‏ قال الأَصمعي وغيره‏:‏ من أَسماء الشَّمال مَحْوةُ، غير مصروفة‏.‏ قال ابن السكيت‏:‏ هَبَّتْ مَحْوةُ اسمُ الشَّمال مَعْرِفة؛ وأَنشد‏:‏

قَدْ بكَرَتْ مَحْوةُ بالعَجَاجِ، فَدَمَّرَتْ بَقِيَّةَ الرَّجَاجِ

وقيل‏:‏ هو الجَنوب، وقال غيره‏:‏ سُمِّيت الشَّمالُ مَحْوةَ لأَنها تَمْحُو

السحابَ وتَذْهَبُ بها‏.‏ ومَحْوة‏:‏ ريح الشَّمَال لأَنها تَذْهَبُ

بالسحاب، وهي معرفة لا تنصرف ولا تدخلها أَلف ولام؛ قال ابن بري‏:‏ أَنكر علي بن حمزة اختصاص مَحْوَة بالشَّمال لكونها تَقْشَعُ السحابَ وتَذْهَب به، قال‏:‏

وهذا موجود في الجَنوب؛ وأَنشد للأَعشى‏:‏

ثمَّ فاؤوا على الكَريهَةِ والصَّبْـ *** رِ، كما تَقْشَعُ الجَنُوبُ الجَهاما

ومَحْوٌ‏:‏ اسم موضع بغير أَلف ولام‏.‏ وفي المحكم‏:‏ والمَحْوُ اسم بلد؛ قالت

الخنساء‏:‏

لِتَجْرِ الحَوادِثُ بَعْدَ الفَتَى الْـ *** ـمُغَادَرِ، بالمَحْو، أَذْلالهَا

والأَذْلالُ‏:‏ جمع ذِلّ، وهي المسالك والطُّرُق‏.‏ يقال‏:‏ أُمورُ الله تَجْري على أَذْلالها أَي على مجَاريها وطُرُقِها‏.‏

والمِمْحاةُ‏:‏ خِرْقة يزال بها المَنيُّ ونحوه‏.‏

مخا‏:‏ التهذيب عن ابن بزرج في نوادره‏:‏ تَمَخَّيْتُ إِليه أَي اعتذرت، ويقال‏:‏ امَّخَيتُ إِليه؛ وأَنشد الأَصمعي‏:‏

قالت ولم تَقْصِدْ لَهُ ولم تَخِهْ، ولم تُراقِبْ مَأْثَماً فتَمَّخِهْ

مِنْ ظُلْمِ شَيْخٍ آضَ منْ تَشَيُّخِهْ، أَشْهَبَ مثْلَ النَّسْرِ بَيْنَ أَفْرُخِهْ

قال ابن بري‏:‏ صواب إِنشاده‏:‏

ما بالُ شَيْخِي آضَ مِن تَشَيُّخِهْ *** أَزْعَرَ مِثْلَ النَّسْرِ عِنْدَ مَسْلَخِهْ

وقال الأَصمعي‏:‏ امَّخَى من ذلك الأَمر امِّخاءً إِذا حَرِجَ منه تَأَثُّماً، والأَصل انْمَخى‏.‏ الجوهري‏:‏ تَمَخَّيتُ من الشيءِ وامَّخَيْتُ منه إِذا تبرّأَت منه وتَحَرّجت‏.‏

مدى‏:‏ أَمْدى الرجلُ إِذا أَسَنّ؛ قال أَبو منصور‏:‏ هو من مَدَى الغاية‏.‏

ومَدَى الأَجَل‏:‏ منتهاه‏.‏ والمَدى‏:‏ الغاية؛ قال رؤبة‏:‏

مُشْتَبِه مُتَيِّه تَيْهاؤهُ، إِذا المَدَى لم يُدْرَ ما مِيداؤُه

وقال ابن الأَعرابي‏:‏ المِيداءُ مِفْعال من المَدَى، وهو الغاية

والقَدْر‏.‏ ويقال‏:‏ ما أَدري ما مِيْداءُ هذا الأَمر يعني قدره وغايته‏.‏ وهذا

بِميداء أَرضِ كذا إِذا كان بحِذائها، يقول‏:‏ إِذا سار لم يدرِ أَما مضى أَكثر

أَم ما بقي‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ قول ابن الأَعرابي المِيداء مفعال من المَدَى

غلط، لأَن الميم أَصلية وهو فِيعالٌ من المَدَى، كأَنه مصدر مادى

مِيداءً، على لغة من يقول فاعَلْتُ فِيعالاً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن النبي صلى الله عليه وسلم كتب ليهود تَيْماءَ‏:‏ أَن لهم الذمَّةَ وعليهم الجِزْيَة بلا

عَداءٍ النهارَ مَدًى والليلَ سُدًى أَي ذلك لهم أَبداً ما دام الليل

والنهار‏.‏ يقال‏:‏ لا أَفعله مَدَى الدهرِ أَي طُولَه، والسُّدى‏:‏ المُخَلَّى؛ وكتب خالد بن سعيد‏:‏ المَدى الغاية أَي ذلك لهم أَبداً ما كان النهارُ

والليلُ سُدًى أَي مُخَلًّى، أَراد ما تُرك الليلُ والنهار على حالهما، وذلك

أَبداً إِلى يوم القيامة‏.‏ ويقال‏:‏ قطْعة أَرض قَدْر مَدَى البصر، وقدر مدّ

البصر أَيضاً؛ عن يعقوب‏.‏ وفي الحديث‏:‏ المؤذِّن يُغْفَرُ له مَدَى

صَوْتِه؛ المَدى‏:‏ الغاية أَي يَسْتكمل مغفرةَ الله إِذا اسْتَنْفَد وُسْعَه في رفع صوته فيبلغ الغاية في المغفرة إِذا بلغ الغاية في الصوت، قيل‏:‏ هو تمثيل أَي أَن المكان الذي ينتهي إِليه الصوت لو قُدّر أَن يكون ما بين

أَقصاه وبين مَقام المؤذن ذنوبٌ تملأُ تلك المسافة لَغَفَرَها الله له؛ وهو مِني مَدَى البصرِ، ولا يقال مَدّ البصر‏.‏ وفلام أَمْدَى العرب أَي

أَبْعَدُهم غاية في الغزو؛ عن الهجري؛ قال عُقَيْلٌ تقوله، وإِذا صح ما حكاه فهو من باب أَحْنَكِ الشاتين‏.‏

ويقال‏:‏ تَمادى فلان في غَيِّه إِذا لَجَّ فيه، وأَطال مَدَى غَيِّه أَي

غايته‏.‏ وفي حديث كعب بن مالك‏:‏ فلم يزل ذلك يَتمادى بي أَي يَتطاول

ويتأَخر، وهو يتفاعل من المَدى‏.‏ وفي الحديث الآخر‏:‏ لو تَمادى بي الشهرُ

لَواصَلْتُ‏.‏ وأَمْدى الرجلُ إِذا سُقي لَبَناً فأَكثر‏.‏

والمُدْيةُ والمِدْية‏:‏ الشَّفْرة، والجمع مِدًى ومُدًى ومُدْيات، وقوم

يقولون مُدْية فإِذا جمعوا كسَروا، وآخرُون يقولون مِدْية فإِذا جمعوا

ضموا، قال‏:‏ وهذا مطرد عند سيبويه لدخول كل واحدة منهما على الأُخرى‏.‏

والمَدْية، بفتح الميم، لغة فيها ثالثة؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏ قال الفارسي‏:‏ قال أَبو إِسحق سميت مُدْية لأَن بها انقضاء المَدَى، قال‏:‏ ولا يعجبني‏.‏ وفي الحديث‏:‏ قلت يا رسول الله، إِنَّا لاقُو العدوِّ غداً وليست مَعَنا مُدًى؛ هي جمع مُدْية، وهي السكين والشَّفْرة‏.‏ وفي حديث ابن عوف‏:‏ ولا تَفُلُّوا

المَدى بالاختلاف بينكم، أَراد لا تختلفوا فتقع الفتنة بينكم فَيَنْثَلم حَدُّكم، فاستعاره لذلك‏.‏ ومَدْيةُ القَوس كَبِدُها؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد‏:‏

أَرْمِي وإِحْدى سِيَتَيْها مَدْيهْ *** إِنْ لم تُصِبْ قَلْباً أَصابَتْ كُلْيَهْ

والمَدِيُّ، على فَعِيل‏:‏ الحوض الذي ليست له نَصائبُ، وهي حجارة تُنْصَب

حولَه؛ قال الشاعر‏:‏

إِذا أُمِيلَ في المَدِيّ فاضا

وقال الراعي يصف ماءً ورَدَهُ‏:‏

أَثَرْتُ مَدِيَّهُ، وأَثَرْتُ عنه

سَواكِنَ قد تَبَوَّأْن الحُصونا

والجمع أَمْدِيةٌ‏.‏ والمَدِيُّ أَيضاً‏:‏ جدول صغير يسيل فيه ما هُريقَ من ماء البئر‏.‏

والمَدِيُّ والمَدْيُ‏:‏ ما سال من فروغ الدلو يسمى مَدِيّاً ما دام يُمَدُّ، فإِذا استقَرَّ وأَنْتَنَ فهو غَرَب‏.‏ قال أَبو حنيفة‏:‏ المَدِيُّ الماء الذي يسيل من الحوض ويَخْبُثُ فلا يُقْرَبُ‏.‏

والمُدْيُ‏:‏ من المكاييل معروف؛ قال ابن الأَعرابي‏:‏ هو مكيال ضَخْم لأَهل

الشام وأَهل مصر، والجمع أَمْداءٌ‏.‏ التهذيب‏:‏ والمُدْيُ مكيال يأْخذ

جَريباً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن عليّاً، رضي الله عنه، أَجْرَى للناس المُدْيَيْنِ

والقِسْطَيْنِ؛ فالمُدْيانِ الجَريبانِ، والقِسْطانِ قِسطانِ من زيت كل

يَرْزُقهما الناسَ؛ قال ابن الأَثير‏:‏ يريد مُدْيَيْنِ من الطعام

وقِسْطَيْن من الزيت، والقِسْط نصف صاع‏.‏ الجوهري‏:‏ المُدْيُ القَفيز الشامي وهو غير

المُدِّ‏.‏ قال ابن بري‏:‏ المُدْيُ مكيال لأَهل الشام يقال له الجَريب، يسع

خمسة وأَربعين رطلاً، والقَفِيزُ ثمانية مَكاكِيكَ، والمَكُّوك صاع

ونصف‏.‏ وفي الحديث‏:‏ البُرُّ بالبُرِّ مُدْيٌ بِمُدْيٍ أَي مكيال بمكيال‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ والمُدْيُ مكيال لأَهل الشام يسع خمسة عشر مَكُّوكاً، والمَكُّوك صاع ونصف، وقيل‏:‏ أَكثر من ذلك‏.‏

مذي‏:‏ المَذْيُ، بالتسكين‏:‏ ما يخرج عند الملاعبة والتقبيل، وفيه الوضوء‏.‏

مَذَى الرجلُ والفَحْلُ، بالفتح، مَذْياً وأَمْذَى، بالأَلف، مثله وهو أَرَقُّ ما يكون من النطفة، والاسم المَذْيُ والمَذِيُّ، والتخفيف أَعلى‏.‏

التهذيب‏:‏ وهو المذا والمذي مثل العمى‏.‏ ويقال‏:‏ مَذَى وأَمْذَى ومَذَّى، قال‏:‏ والأَول

أَفصحها‏.‏ وفي حديث علي، عليه السلام‏:‏ كنتُ رجلاً مَذَّاءً فاستحيتُ أن أَسأَل النبي،صلى الله عليه وسلم، فأَمرتُ المِقْداد فسأَله فقال فيه

الوضوء؛ مَذَّاء أَي كثير المَذْي‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ المَذْيُ، بسكون الذال

مخفف الياء، البلل اللَّزِج الذي يخرج من الذكر عند مُلاعبة النساءِ ولا

يجب فيه الغُسْل، وهو نجس يجب غَسْله وينقض الوضوء، والمَذَّاءُ فَعَّالٌ

للمبالغة في كثرة المَذْي، من مَذى يَمْذي لا مِنْ أَمْذى، وهو الذي

يكثر مَذْيُه‏.‏ الأُمَوِيّ‏:‏ هو المَذِيُّ، مشدد، وبعضٌ يُخَفَّف‏.‏ وحكى

الجوهري عن الأَصمعي‏:‏ المَذِيُّ والوَدِيُّ والمَنِيُّ مشددات‏.‏ وقال أبو عبيدة‏:‏ المَنِيُّ وحده مشدد، والمَذْيُ والوَدْيُ مخففان، والمَذْيُ أَرق ما يكون من النطفة‏.‏ وقال علي بن حمزة‏:‏ المَذِيُّ، مشدد، اسم الماءِ، والتخفيف

مصدر مَذَى‏.‏ قال‏:‏ كلُّ ذَكَرٍ يَمْذي وكل أُنثى تَقْذي؛ وأَنشد ابن بري

للأَخطل‏:‏

تَمْذِي إِذا سَخَنَتْ في قُبْلِ أَذرُعِها، وتَدْرَئِمُّ إِذا ما بَلَّها المَطَرُ

والمَذْيُ‏:‏ الماءُ الذي يخرج من صُنْبُور الحوض‏.‏ ابن بري‏:‏ المَذِيُّ

أَيضاً مَسِيل الماء من الحوض؛ قال الراجز

لَمَّا رآها تَرْشُفُ المَذِيَّا، ضَجَّ العَسِيفُ واشْتَكى الْوُنِيّا

والمَذِيَّةُ‏:‏ أُم بعض شعراء العرب يُعَيَّرُ بها‏.‏ وأَمْذى شرابه‏:‏ زاد

في مِزاجه حتى رَقَّ جدّاً‏.‏ ومَذَيْتُ فرسي وأَمْذَيْته ومَذَّيْته‏:‏

أَرسلته يرعى‏.‏

والمِذاء‏:‏ أَن تَجْمع بين رجال ونساء وتتركهم يلاعب بعضهم بعضاً‏.‏

والمِذاء‏:‏ المماذاة‏.‏ وفي حديث النبي،صلى الله عليه وسلم‏:‏ الغَيْرَةُ من الإِيمان والمِذاءُ من النفاق

؛ وهو الجمع بين الرجال

والنساء للزنا، سمي مِذاءً لأَنَّ بعضهم يُماذِي بعضاً مِذاءً‏.‏ قال أبو عبيد‏:‏ المِذاءُ أَن يُدخِل الرجلُ الرجالَ على أَهله ثم يُخَلِّيَهم

يُماذِي بعضُهم بعضاً، وهو مأْخوذ من المَذْي، يعني يجمع بين الرجال والنساء

ثم يخليهم يُماذِي بعضهم بعضاً مِذاءً‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ أَمْذَى الرجلُ

وماذَى إِذا قاد على أَهله، مأْخوذ من المَذْي، وقيل‏:‏ هو من أَمْذَيْت فرسي

ومَذَيته إِذا أَرسلته يرعى، وأَمْذَى إِذا أَشهد‏.‏ قال أَبو سعيد فيما

جاءَ في الحديث‏:‏ هو المَذاءُ، بفتح الميم، كأَنه من اللِّين والرخاوة، من أَمْذَيْت الشرابَ إِذا أَكثرت مِزاجَه فذهبتْ شِدَّتُه وحِدَّتُه، ويروى

المِذال، باللام، وهومذكور في موضعه‏.‏ والمَذاء‏:‏ الدِّياثة، والدَّيُّوث‏:‏

الذي يُدَيِّث نفسَه على أَهله فلا يبالي ما يُنال منهم، يقال‏:‏ داث

يَدِيث إِذا فعل ذلك، يقال‏:‏ إِنه لَدَيُّوثٌ بَيِّن المَذاءِ، قال‏:‏ وليس من المَذْي الذي يخرج من الذكر عند الشهوة‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ كأَنه من مَذَيْت

فرسي‏.‏ ابن الأَنباري‏:‏ الوَدْي الذي يخرج من ذكر الرجل بعد البول إِذا

كان قد جامع قبل ذلك أَو نظر، يقال‏:‏ وَدَى يَدِي وأَوْدَى يُودِي، والأَول

أَجود‏.‏ والمَذْي‏:‏ ما يخرج من ذكر الرجل عند النظر‏.‏ يقل‏:‏ مَذَى يَمْذِي

وأَمْذَى يُمْذِي، والأَول أَجود‏.‏

والماذِيُّ‏:‏ العسَل الأَبيض‏.‏ والماذِيَّةُ‏:‏ الخَمْرة السهلة السَّلِسة، شبهت بالعسل، ويقال‏:‏ سُمِّيت ماذِيَّةً لِلِينِها‏.‏ يقال‏:‏ عسل ماذِيٌّ

إِذا كان لَيِّناً، وسميت الخمر سُخامِيَّةً لِلينها أَيضاً‏.‏ ويقال‏:‏ شعر

سُخامٌ إِذا كان ليِّناً‏.‏ الأَصمعي‏:‏ الماذِيَّةُ السهلة اللَّيِّنة، وتسمى

الخمر ماذِيَّةً لسهولتها في الحلق‏.‏ والمِذَى‏:‏ المَرايا، واحدتها

مَذْيَةٌ، وتجمع مَذْياً ومَذَيات ومِذًى ومِذاء؛ وقال أَبو كبير الهذلي في المَذِيَّة فجعلها على فَعِيلة‏:‏

وبَياضُ وجْهكَ لَمْ تَحُلْ أَسْرارُه

مِثْلُ المَذِيَّةِ، أَو كشَنْفِ الأَنْضُرِ

قال في تفسير المَذِيَّة‏:‏ المِرآة، ويروى‏:‏ مثل الوَذِيلة‏.‏ وأَمْذَى

الرجلُ إِذ تَجَرَ في المِذاء، وهي المَرائي‏.‏ والمَذِيَّةُ‏:‏ المِرآةُ

المَجْلُوَّة‏.‏ والماذِيَّةُ من الدروع‏:‏ البيضاء‏.‏ ودِرْعٌ ماذِيَّة‏:‏ سهلة ليِّنة، وقيل‏:‏ بيضاء‏.‏ والماذِيُّ‏:‏ السلاح كله من الحديد‏.‏ قال ابن شميل وأبو خيرة‏:‏ الماذيُّ الحديد كله الدِّرْع والمِغْفَر والسلاح أَجمع، ما كان من حديد فهو ماذيٌّ؛ قال عنترة‏:‏

يَمْشُونَ، والماذِيُّ فوقَ رؤوسهِمْ، يَتَوَقَّدُونَ تَوَقُّدَ النَّجْم

ويقال‏:‏ الماذِيُّ خالص الحديد وجَيِّدُه‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وقَضَيْنا على

ما لم تظهر ياؤُه من هذا الباب بالياء لكونها لاماً مع عدم م د و، والله أَعلم‏.‏

مرا‏:‏ المَرْوُ‏:‏ حجارة بيضٌ بَرَّاقة تكون فيها النار وتُقْدَح منها

النار؛ قال أَبو ذؤيب‏:‏

الواهِبُ الأُدْمَ كالمَرُوِ الصِّلاب، إِذا

ما حارَدَ الخُورُ، واجْتُثَّ المَجاليحُ

واحدتها مَرْوَةٌ، وبها سميت المَرْوَة بمكة، شرفها الله تعالى‏.‏ ابن شميل‏:‏ المَرْوُ حجر أَبيض رقيق يجعل منها المَطارُّ، يذبح بها، يكون

المَرْوُ منها كأَنه البَرَدُ، ولا يكون أَسود ولا أَحمر،وقد يُقْدَح بالحجر

الأَحمر فلا يسمى مَرْواً، قال‏:‏ وتكون المَرْوة مثل جُمْعِ الإِنسان وأَعظم

وأَصغر‏.‏ قال شمر‏:‏ وسأَلت عنها أَعرابيّاً من بني أَسد فقال‏:‏ هي هذه

القدَّاحات التي يخرج منها النار‏.‏ وقال أَبو خَيْرَة‏:‏ المَرْوة الحجر الأَبيض

الهَشُّ يكون فيه النار‏.‏ أَبو حنيفة‏:‏ المَرْوُ أَصلب الحجارة، وزعم أن النَّعام تبتلعُه وذكر أَن بعض الملوك عَجِب من ذلك ودَفَعَه حتى أَشهده

إِياه المُدَّعِي‏.‏ وفي الحديث‏:‏ قال له عَدِيُّ بن حاتم إِذا أَصاب أَحدُنا

صيداً وليس معه سِكِّين أَيَذْبَحُ بالمَرْوة وشِقَّةِ العَصا‏؟‏

المَرْوة‏:‏ حجر أَبيض بَرَّاق، وقيل‏:‏ هي التي يُقْدَح منها النار، ومَرْوَةُ

المَسْعَى التي تُذكرُ مع الصَّفا وهي أَحد رأْسَيْه اللذَيْنِ ينتهِي السعيُ

إِليهما سميت بذلك، والمراد في الذبح جنس الأَحجار لا المَرْوةُ نفسُها‏.‏

وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما‏:‏ إِذا رجل من خَلْفي قد وضع مَرْوَتَه

على مَنْكِبي فإِذا هو عليٌّ، ولم يفسره‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن جبريل، عليه

السلام، لَقِيَه عند أَحجار المِراء؛قيل‏:‏ هي بكسر الميم قُباء، فأَما

المُراء، بضم الميم، فهو داء يصيب النخل‏.‏ والمَرْوَةُ‏:‏ جبل مكة، شرفها الله تعالى‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ إنَّ الصفا والمَرْوَةَ من شعائر الله‏.‏

والمَرْوُ‏:‏ شجر طَيِّبُ الريح‏.‏ والمَرْوُ‏:‏ ضرب من الرياحين؛ قال الأَعشى‏:‏ وآسٌ وَخِيرِيٌّ ومَرْوٌ وسَمْسَقٌ، إِذا كان هِنْزَمْنٌ، ورُحْتُ مُخَشَّما

ويروى‏:‏ وسَوْسَنٌ، وسَمْسقٌ هو المَرْزَجُوش، وهِنْزَمْنٌ‏:‏ عيدٌ لهم‏.‏

والمُخَشَّمُ‏:‏ السكران‏.‏ ومَرْو‏:‏ مدينة بفارس، النسب إِليها مَرْوِيٌّ

ومَرَويٌّ ومَرْوَزيٌّ؛ الأَخيرتان من نادر معدول النسب؛ وقال الجوهري‏:‏ النسبة

إِليها مَرْوَزِيٌّ على غير قياس، والثَّوْبُ مَرْوِيٌّ على القياس‏.‏

ومَروان‏:‏ اسم رجل‏:‏ ومَرْوان‏:‏ جبل‏.‏ قال ابن دريد‏:‏ أَحسب ذلك‏.‏

والمَرَوراةُ‏:‏ الأَرض أَو المفازة التي لا شيء فيها‏.‏ وهي فَعَوْعَلةٌ، والجمع المَرَوْرَى والمَرَوْرَيات والمَرارِيُّ‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ والجمع مَرَوْرَى، قال سيبويه‏:‏ هو بمنزلة صَمَحْمَح وليس بمنزلة عَثَوْثل لأَن باب

صَمَحْمَح أَكثر من باب عَثَوْثَل‏.‏ قال ابن بري‏:‏ مَرَوْراةٌ عند سيبويه

فَعَلْعَلَةٌ، قال في باب ما تُقْلب فيه الواو ياء نحو أَغْزَيْتُ

وغازَيْتُ‏:‏ وأَما المَرَوْراةُ فبمنزلة الشَّجَوْجاة وهما بمنزلة صَمَحْمَح، ولا تَجْعَلْهُما على عَثَوْثَل، لأَن فَعَلْعَلاً أَكثر‏.‏ ومَرَوْراةُ‏:‏ اسم

أَرض بعينها؛ قال أَبو حيَّة النُّميري‏:‏

وما مُغْزِلٌ تحْنو لأَكْحَلَ، أَيْنَعَتْ

لها بِمَرَوْراةَ الشروجُ الدَّوافِعُ

التهذيب‏:‏ المَرَوْراةُ الأَرض التي لا يَهْتَدِي فيها إِلا الخِرِّيت‏.‏

وقال الأَصمعي‏:‏ المَروْراةُ قَفْرٌ مُسْتو، ويجمع مَرَوْرَياتٍ

ومَرارِيَّ‏.‏ المَرْيُ‏:‏ مَسْح ضَرْع الناقة لتَدِرَّ‏.‏ مَرَى الناقةَ مَرْياً‏:‏ مَسَحَ

ضَرْعَها لِلدِّرَّةِ، والاسم المِرْية، وأَمرَتْ هي دَرَّ لبنُها، وهي المِرية والمُرية، والضم أَعلى‏.‏ سيبويه‏:‏ وقالوا حَلَبتها مِرْيَةً، لا

تريد فعلاً ولكنك تريد نَحْواً من الدِّرَّة‏.‏ الكسائي‏:‏ المَرِيُّ الناقة

التي تَدِرُّ على من يمسح ضُروعها، وقيل‏:‏ هي الناقة الكثيرة اللبن، وقد

أَمْرَتْ، وجمعها مَرايا‏.‏ ابن الأَنباري‏:‏ في قولهم مارَى فلان فلاناً معناه

قد استخرج ما عنده من الكلام والحُجَّة، مأْخوذ من قولهم مَرَيْت الناقةَ

إِذا مسحتَ ضَرْعَها لِتَدِرَّ‏.‏ أَبو زيد‏:‏ المَرِيُّ الناقة تُحْلَب على

غير ولد ولا تكون مَرِيّاً ومعها ولدها، وهو غير مهموز، وجمعها مَرايا‏.‏

وفي حديث عديّ بن حاتم، رضي الله عنه‏:‏ أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال له امْرِ الدمَ بما شئت، من رواه أَمِرْه فمعناه سَيِّلْه وأَجْرِه

واستخرجه بما شئت، يريد الذبح وهو مذكور في مور، ومن رواه امْرِهِ أَي

سَيِّلْه واستخرجه، فمن مَرَيْتُ الناقةَ إِذا مسحت ضَرعَها لِتَدِرَّ؛ وروى

ابن الأَعرابي‏:‏ مَرَى الدمَ وأَمْراه إِذا استخرجه؛ قال ابن الأَثير، ويروى‏:‏ أَمِر الدمَ من مارَ يَمُور إِذا جرى، وأَماره غيره؛ قال‏:‏ وقال الخطابي أَصحاب الحديث يروونه مشدَّد الراء وهو غَلط، وقد جاءَ في سنن أَبي

داود والنسائي أَمْرِرْ، براءين مظهرتين، ومعناه اجعل الدمَ يمُرّ أَي

يذهب، قال‏:‏ فعلى هذا من رواه مشدد الراء يكون قد أَدغم، قال‏:‏ وليس بغلط؛ قال‏:‏

ومن الأَول حديث عاتكة‏:‏

مَرَوْا بالسُّيوفِ المُرْهَفاتِ دِماءهُمْ

أَي استخرجوها واستدرُّوها‏.‏ ابن سيده‏:‏ مَرَى الشيءَ وامْتَراه استخرجه‏.‏

والريح تَمْري السحاب وتَمْتَريه‏:‏ تستخرجه وتَسْتَدِرُّه‏.‏ ومَرَت الريحُ

السحابَ إِذا أَنزلت منه المطر‏.‏ وناقة مَرِيٌّ‏:‏ غزيرة اللبن، حكاه

سيبويه، وهو عنده بمعنى فاعلة ولا فِعْلَ لها، وقيل‏:‏ هي التي ليس لها ولد فهي تَدُرّ بالمَرِيِ على يد الحالب، وقد أَمْرَتْ وهي مُمْرٍ‏.‏ والمُمْري‏:‏

التي جَمَعَت ماءَ الفحل في رحمها‏.‏ وفي حديث نَضْلة بن عمرو‏:‏ أَنه لَقِيَ

النبيِّ صلى الله عليه وسلم بمَرِيَّيْن؛ هي تثنية مَرِيٍّ بوزن صَبيّ، ويروى‏:‏ مَرِيَّتَيْنِ، تثنية مَرِيَّة، والمَريُّ والمَرِيَّة‏:‏ الناقة

الغزيرة الدَّرِّ، من المَرْي، ووزنها فَعِيلٌ أَو فَعُول‏.‏ وفي حديث

الأَحنف‏:‏ وساق معه ناقة مَرِيّاً‏.‏

ومِرْيَةُ الفَرَس‏:‏ ما استُخْرج من جَرْيه فدَرَّ لذلك عَرَقُه، وقد

مَراهُ مَرْياً‏.‏ ومَرَى الفرسُ مَرْياً إِذا جعل يمسح الأَرض بيده أَو رجله

ويَجُرُّها من كَسْر أَو ظَلَع‏.‏ التهذيب‏:‏ ويقال مَرَى الفرسُ والناقةُ

إِذا قام أَحدهما على ثلاث ثم بحَثَ الأَرض باليد الأُخرى، وكذلك الناقة؛ وأَنشد‏:‏

إِذا حُطَّ عنها الرَّحْلُ أَلْقَتْ برأْسِها

إِلى شَذَبِ العِيدانِ، أَو صَفَنَتْ تَمْري

الجوهري‏:‏ مَرَيْتُ الفرسَ إِذا استخرجتَ ما عنده من الجَرْيِ بسوط أَو

غيره، والاسم المِرْية، بالكسر، وقد يضم‏.‏ ومَرَى الفرسُ بيديه إِذا

حَرَّكهما على الأَرض كالعابث‏.‏ ومَراه حُقَّهُ أَي جَحَده؛ وأَنشد ابن بري‏:‏ ما خَلَفٌ مِنْكِ يا أَسماءُ فاعْتَرِفي، مِعَنَّة البَيْتِ تَمْري نِعْمةَ البَعَلِ

أَي تجدها، وقال عُرْفُطة بن عبد الله الأَسَدي‏:‏

أَكُلَّ عِشاءٍ مِنْ أُمَيْمةَ طائفُ، كَذِي الدَّيْنِ لا يَمْري، ولا هو عارِفُ‏؟‏

أَي لا يَجْحَد ولا يَعْترف‏.‏ وما رَيْتُ الرجلَ أُماريه مِراءً إِذا

جادلته‏.‏ والمِرْيةُ والمُرْيةُ‏:‏ الشَّكُّ والجدَل، بالكسر والضم، وقرئَ

بهما قوله عز وجل‏:‏ فلا تَكُ في مِرْيةٍ منه؛ قال ثعلب‏:‏ هما لغتان، قال‏:‏

وأَما مِرْيةُ الناقة فليس فيه إِلا الكسر، والضم غلط‏.‏ قال ابن بري‏:‏ يعني

مَسْحَ الضَّرْعِ لتَدُرَّ الناقةُ، قال‏:‏ وقال ابن دريد مُرْية الناقةِ، بالضم، وهي اللغة العالية؛ وأَنشد‏:‏

شامِذاً تَتَّقي المُبِسَّ على المُرْ

يَةِ، كَرْهاً، بالصِّرْفِ ذي الطُّلاَّء

شبه

بناقة قد شَمَذَتْ بذَنَبها أَي رفعته، والصِّرْف‏:‏ صِبْغٌ أَحمر، والطُّلاَّء‏:‏ الدم‏.‏

والامْتِراءُ في الشيءِ‏:‏ الشَّكُّ فيه، وكذلك التَّماري‏.‏ والمِراءُ‏:‏

المُماراةُ والجدَل، والمِراءُ أَيضاً‏:‏ من الامْتِراءِ والشكِّ‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ فلا تُمارِ فيهم إِلاَّ مِراءً ظاهراً؛ قال‏:‏ وأَصله في اللغة

الجِدال وأَن يَستخرج الرجلُ من مُناظره كلاماً ومعاني الخصومة وغيرها من مَرَيْتُ الشاةَ إِذا حلبتها واستخرجت لبنها، وقد ماراةُ مُماراةً

ومِيراءً‏.‏

وامْتَرى فيه وتَمارى‏:‏ شَكَّ؛ قال سيبويه‏:‏ وهذا من الأَفعال التي تكون

للواحد‏.‏ وقوله في صفة سيدنا رسول الله،صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا يُشاري ولا

يُماري؛ يُشاري‏:‏ يَسْتَشْري بالشر، ولا يُماري‏:‏ لا يُدافع عن الحق ولا

يردّد الكلام‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ أَفَتُمارُونَه على ما يَرَى، وقرئَ‏:‏

أَفتَمْرُونَه على ما يَرَى؛ فمن قرأَ أَفتُمارونه فمعناه أَفتجادلونه في أَنه

رأَى الله عز وجل بقلبه وأَنه رأَى الكُبْري من آياته، قال الفراء‏:‏ وهي قراءة العوام، ومن قرأَ أَفتَمرونه فمعناه أَفتجحدونه، وقال المبرد في قوله

أَفَتَمْرُونه على ما يرى أَي تدفعونه عما يرى، قال‏:‏ وعلى في موضع عن‏.‏

ومارَيْتُ الرجلَ ومارَرْتُه إِذا خالفته وتَلَوَّيْتَ عليه، وهو مأْخوذ

من مِرار الفَتْل ومِرارِ السِّلسِلة تَلَوِّي حَلَقِها إِذا جُرَّتْ على

الصَّفا‏.‏ وفي الحديث‏:‏ سَمِعَتِ الملائكة مثلَ مِرار السلسلة على الصفا‏.‏

وفي حديث الأَسود‏:‏ أَنه سأَل عن رجل فقال ما فَعَلَ الذي كانت امرأَتُه تُشارُّه وتُماريه‏؟‏ وروي عن النبي،صلى الله عليه وسلم، أَنه قال‏:‏ لا تُماروا في القرآن فإِنَّ مِراءً فيه كُفْرٌ؛ المِراءُ‏:‏ الجدال‏.‏ والتَّماري والمُماراة‏:‏ المجادلة على مذهب الشك

والرِّيبة، ويقال للمناظرة مُماراة لأَن كل واحد منهما يستخرج ما عند صاحبه ويَمْتَريه به كما يَمْتري الحالبُ اللبنَ من الضَّرْع؛ قال أَبو عبيد‏:‏ ليس وجه

الحديث عندنا على الاختلاف في التأْويل، ولكنه عندنا على الاختلاف في اللفظ، وهو أَن يقرأَ الرجل على حرف فيقول له الآخر ليس هو هكذا ولكنه على

خلافه، وقد أَنزلهما الله عز وجل كليهما، وكلاهما منزل مقروءٌ به، يُعلم ذلك بحديث سيدنا رسول الله،صلى الله عليه وسلم‏:‏ نزل القرآن على سبعة

أَحرف، فإِذا جحد كل واحد منهما قراءَة صاحبه لم يُؤْمَنْ أَن يَكونَ ذلك قد

أَخْرَجه إِلى الكُفر لأَنه نَفى حَرفاً أَنزله الله على نبيه، صلى الله عليه وسلم؛ قال ابن الأَثير‏:‏ والتنكير في المِراء إِيذاناً بأَن شيئاً

منه كُفْرٌ فَضلاً عمَّا زاد عليه، قال‏:‏ وقيل إِنما جاء هذا في الجِدال

والمِراء في الآيات التي فيها ذكر القَدَر ونحوه من المعاني، على مذهب أَهل

الكلام وأَصحاب الأَهْواءِ والآراءِ، دون ما تَضمَّنته من الأَحكام

وأَبواب الحَلال والحرام، فإِن ذلك قد جَرى بين الصحابة فمَن بعدهم من العلماء، رضي الله عنهم أَجمعين، وذلك فيما يكون الغَرَضُ منه والباعِثُ عليه

ظُهورَ الحق ليُتَّبَع دون الغَلَبة والتَّعْجِيز‏.‏ الليث‏:‏ المِرْيةُ

الشَّكُّ، ومنه الامْتراء والتَّماري في القُرآن، يقال‏:‏ تَمارى يَتَمارى

تَمارِياً، وامْتَرَى امْتِراءً إِذا شكَّ‏.‏ وقال الفراءُ في قوله عز وجل‏:‏

فبأَيِّ آلاء رَبِّكَ تَتَمارى؛ يقول‏:‏ بأَيِّ نِعْمةِ رَبِّك تُكَذِّبُ

أَنها ليست منه، وكذلك قوله عز وجل‏:‏ فَتَمارَوْا بالنُّذُر؛ وقال الزجاج‏:‏

والمعنى أَيها الإِنسان بأَيِّ نعمة ربك التي تدلك على أَنه واحد تتشكك‏.‏

الأَصمعي‏:‏ القَطاةُ المارِيَّةُ، بتشديد الياء، هي المَلْساءُ المُكْتنزة

اللحم‏.‏ وقال أَبو عمرو‏:‏ القَطاة المارِيةُ، بالتخفيف، وهي لُؤْلُؤيَّة

اللون‏.‏ ابن سيده‏:‏ الماريَّة، بتشديد الياء، من القَطا المَلْساء‏.‏ وامرأَة

مارِيَّةٌ‏:‏ بيضاء برّاقة‏.‏ قال الأَصمعي‏:‏ لا أَعلم أَحداً أَتى بهذه اللفظة

إِلاَّ ابن أَحمر، ولها أَخوات مذكورة في مواضعها‏.‏

والمَريء‏:‏ رأْس المَعِدة والكَرِش اللاَّزِقُ بالحلْقُوم ومنه يدخل

الطعام في البطن، قال أَبو منصور‏:‏ أَقرأَني أَبو بكر الإِياديُّ المَريءَ

لأَبي عبيد فهمزه بلا تشديد، قال‏:‏ وأَقرأَنيه المنذري المَرِيُّ لأَبي

الهيثم فلم يهمزه وشدد الياءَ‏.‏

والمارِيُّ‏:‏ ولد البقرة الأَبيضُ الأَمْلَس‏.‏ والمُمْرِيةُ من البقر‏:‏

التي لها ولد ماريٌّ أَي بَرَّاقٌ‏.‏ والمارِيَّةُ‏:‏ البراقة اللَّونِ‏.‏

والمارِيَّةُ‏:‏ البقرة الوحشية؛ أَنشد أَبو زيد لابن أَحمر‏.‏

مارِيَّةٌ لُؤْلُؤانُ اللَّوْنِ أَوْرَدَها

طَلٌّ، وبَنَّس عَنْها فَرْقَدٌ خَصِرُ

وقال الجعدي‏:‏

كَمُمْرِيةٍ فَرْدٍ مِنَ الوَحْشِ حُرَّةٍ *** أَنامَتْ بِذي الدَّنَّيْنِ، بالصَّيْفِ، جُؤْذَرا

ابن الأَعرابي‏:‏ المارِيَّةُ بتشديد الياء‏.‏ ابن بزرج‏:‏ المارِيُّ الثوب

الخَلَقُ؛ وأَنشد‏:‏

قُولا لِذاتِ الخَلَقِ المَارِيِّ

ويقال‏:‏ مَراهُ مائةَ سوْطٍ ومَراهُ مائةَ دِرْهم إِذا نَقَده إِيّاها‏.‏

ومارِيةُ‏:‏ اسم امرأَة، وهي مارِيةُ بنت أَرْقَمَ بن ثَعْلبةَ بن عَمرو

بن جَفْنَة بن عَوُف بن عَمرو بن رَبيعة بن حارِثة بن عَمروٍ مُزَيْقِياء

بن عامر، وابنها الحرث الأَعرج الذي عناه حَسَّانُ بقوله‏:‏

أَوْلادُ جَفْنةَ حَوْلَ قَبْرِ أَبِيهِمِ، قَبْرِ ابنِ مارِيةَ الكَريمِ المُفْضِلِ

وقال ابن بري‏:‏ هي مارِيةُ بنتُ الأَرقم بن ثعلبة ابن عمرو بن جَفْنة بن عمرو، وهو مُزَيقياء بن عامر، وهو ماءُ السماء بن حارثة، وهو الغِطْريفُ

بن امُرئ القيس، وهو البِطْريقُ بن ثعلبة، وهو البُهْلُول ابن مازن، وهو الشَّدَّاخُ، وإِليه جِماعُ نَسَب غَسَّان بن الأَزْد، وهي القبيلة

المشهورة، فأَما العَنْقاء فهو ثعلبة بن عمرو مزيقياء‏.‏ وفي المثل‏:‏ خُذْه ولو

بقُرْطَيْ مارِيةَ؛ يضرب ذلك مثلاً في الشيء يُؤمَر بأَخْذه على كل حال، وكان في قُرْطَيْها مائتان دينار‏.‏

والمُرِيُّ‏:‏ معروف، قال أَبو منصور‏:‏ لا أَدري أَعربي أَم دخيل؛ قال ابن سيده‏:‏ واشتقه أَبو علي من المَرئ، فإِن كان ذلك فليس من هذا الباب، وقد تقدم في مرر، وذكره الجوهري هناك‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ المَريءُ الطعام الخفيف، والمَري الرجل المقبول في خَلْقه وخُلُقه‏.‏ التهذيب‏:‏ وجمع المِرْآةِ مَراءٍ مثل مَراعٍ، والعوام يقولون في جمعها مَرايا، وهو خطأٌ، والله أَعلم‏.‏